أسماء.م
طالب قاطنو مشتة كربة المقطع في بيطام بباتنة، السلطات المحلية بالتدخل وتسوية مطالبهم المرفوعة منذ سنوات، لرفع الغبن عنهم وإنهاء معاناتهم الطويلة، وتخليصهم من حالة الركود والجمود التي أصابت قريتهم.
ومن ضمن الانشغالات التي طرحها السكان غياب شبكة الكهرباء الريفية، مما خلق معاناة كبيرة للسكان ودفعهم ذلك إلى النزوح نحو المدن المجاورة، ومن بقي منهم فقد استسلموا للمعاناة قبل أن يحتجوا عديد المرات للمطالبة بتدخل سلطات البلدية وتوفير النقائص.
كما طالب السكان من المسؤولين توفير المياه الصالحة للشرب من خلال حفر عدد من الآبار الارتوازية لإنهاء أزمة العطش التي يعيشها هؤلاء منذ مدة، حيث يضطر معظم السكان إلى قطع مسافات طويلة للحصول على الماء فيما يضطر آخرون إلى الاستنجاد بالصهاريج من طرف الخواص لنقلها بأثمان باهظة، إلى جانب غياب شبكة الصرف الصحي عن بعض المنازل، ما حتم على عليهم حفر بالوعات بأنفسهم كحل مؤقت، واتخاذها مصبات للصرف الصحي، إذ صارت هذه الأخيرة تشكل تهديدا صحيا على سلامة القاطنين بجوارها، جراء تسرب المياه القذرة وما ينجم عنها من انتشار رهيب للروائح الكريهة.
كما عبّر قاطنو القرية عن استيائهم وتذمرهم من النقص المسجل في عدد الحافلات سواء منها العمومية أو الخاصة وهو ما يفرض عليهم الانتظار لفترات طويلة أمام قارعة الطريق أو الاستعانة بسيارات الأجرة غير الشرعية “الكلوندستان” التي تفرض عليهم أعباء إضافية هم في غنى عنها .
ومن جهة أخرى تحدث قاطنو قرية لقزامرا ببلدية نقاوس، عن معاناتهم الكبيرة مع الغياب شبه التام لوسائل النقل الجماعي من قريتهم وإلى مركز البلدية،رغم المسافة التي تفصل بين قراهم و هذه الأخيرة لا تتجاوز بعض الكيلومترات فقط.
وأشار عديد السكان القاطنين بالقرى المذكورة في اتصال مع” الصريح” إلى أن انعدام وسائل النقل وتذبذبها يزيد من معاناتهم وعزلتهم دون إيجاد أي حل لهذا الوضع، إذ يضطرون بكل فئاتهم يوميا الانتظار لمدة طويلة تحت حرارة الشمس الحارقة في عز الصيف أو تحمل البرد والمطر في فصل الشتاء والانتظار أمام قارعة الطريق حتى يأتي الفرج من سيارات “الكلوندستان ” التي أصبح أصحابها يستغلون حاجة هؤلاء للنقل ،ويجنون أموالا منها.
مؤكدين أن من يحالفه الحظ يظفر بمكان ومن لم يحالفه الحظ يبقى ينتظر لغاية رجوع سيارات”كلوندستان”مرة أخرى، فيما يضطر البعض الآخر إلى قطع مسافات طويلة على الأقدام بغية الوصول إلى الأماكن التي يتوفر فيها النقل وهي الوضعية التي أثرت على الساكنين بهذه القرى.
وشدد السكان في حديثهم على إعادة النظر في مخطط النقل بالمناطق الريفية التي تعرف توسعا كبيرا بعدما شهدت عودة النازحين وشروع هؤلاء نشاطهم الفلاحي بعد سنوات من الهجرة.كما طرح هؤلاء مشكل آخر له علاقة مباشرة بالنقل المدرسي سيما بالمناطق النائية ،حيث يجد التلاميذ صعوبة بالغة في التنقل إلى مدارسهم ويقطعون مسافات بعيدة مشيا على الأقدام، مبدين تذمرهم العميق من الوضعية التي يزاول أبنائهم الدراسة وهو ما يؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي.