مصالح بلدية تعهدت بإعادة دراسة الملفات
- بعد حملات التنظيف بلدية عنابة تعلن الحرب على التجارة الفوضوية
ابتسام بلبل
ألغى والي عنابة مقررات الاستفادة من محلات السوق الجواري في حي الأبطال التي طُبخت عشية انتهاء العهدة الانتخابية السابقة، بعد تسرب معلومات تفيد بمنح بعضها لأقارب منتخبين سابقين بالبلدية في فضيحة فجرتها “الصريح” وهزت الرأي العام المحلي آنذاك، والتي أكدت تواطؤ منتخبين سابقين في عملية منح مقررات الاستفادة من هذه المحلات بطريقة غير قانونية.
وأكد النائب المكلف بالأشغال، في اتصال هاتفي مع “الصريح” أن والي الولاية قرر إلغاء مقررات الاستفادة من محلات حي 500 مسكن وأمر بإعادة دراسة الملفات قبل ضبط القائمة النهائية للمستفيدين، مشيرا إلى أن قرار الوالي جاء على خلفية طلب قدمه رئيس البلدية لمصالح الولاية لإلغاء القرارات، كما أمر بإعادة دراسة الملفات المقدمة والتي تعهدت البلدية بإعادة ضبطها قبل توزيعها على مستحقيها.
وكانت “الصريح” قد كشفت في عدد سابق نهاية شهر نوفمبر من العام الماضي، نقلا عن مصادر خاصة قضية التلاعب التي قام بها منتخبون سابقون تواطؤوا في عملية منح قرارات الاستفادة من هذه المحلات بطريقة غير قانونية، حيث أكدت عملية التوقيع على وثيقة منح مقررات الاستفادة من المحلات الخاصة بدعم تشغيل الشباب التي أقرها رئيس الجمهورية السابق، والتي سٌميت بـ”محلات الرئيس” لغير أهلها عشية محليات نوفمبر الماضي، وأكد مصدرنا أن مقررات الاستفادة مُنحت بقرار غير قانوني لأبناء وزوجات منتخبين سابقين بغير وجه حق، من بينهم زوجة عضو سابق بالمجلس الشعبي البلدي ورئيس لجنة تنفيذية، فيما قام بمنح أحد المحلات لأحد أقرباء رئيس أحد القطاعات الحضرية ببلدية عنابة، فيما تم إقصاء من هم أحق بالاستفادة من هذه المحلات التي كانت كفيلة بالقضاء على مشاكل الشباب البطال بالحي، ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة ومن هم دون عمل قار لممارسة نشاطاتهم ضمن إطار قانوني، من بينهم مستفيدون سابقون من رخص استغلال مساحات من الأملاك العمومية لوضع أكشاك متعددة الخدمات منحت لهم من طرف المجلس الشعبي البلدي الأسبق، فيما سُحبت منهم لأسباب غير واضحة من طرف رئيس المجلس البلدي السابق مقابل وعود بمنحهم محلات في السوق الجواري بحي الأبطال، دون الوفاء بوعوده، ورغم تعليمات وزارة الداخلية القاضية بمنح هذه المحلات لذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الحرف وذوي الحقوق إلا أن المنتخبون المعنيون قاموا بالتحايل على القانون ومنحها لغير مستحقيها.
وسبق وأن وجه شباب حي الأبطال مراسلة لوالي عنابة، ذكروا فيها أنهم تقدموا بطلبات عديدة على مستوى مصالح بلدية عنابة وتم دراسة ملفاتهم التي استوفت كل الشروط الإدارية، كما أنهم لم يستفيدوا من إعانة الدولة ويمارسون نشاطات تجارية غير قارة، واشتكى المعنيون عديد المرات وعبر وقفات احتجاجية نظموها أمام مقر الولاية للمطالبة بمحلات “الرئيس” والمقدر عددها بـ 50 محلا ظلت مغلقة لأزيد من 15 سنة، دون أن يستفيد منها أي شخص لحد توزيعها بهذه الطريقة غير القانونية، كما نددوا بالأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها خاصة فيما يتعلق بالتشغيل، حيث ناشدوا الوالي التدخل العاجل لإيجاد حل لمطالبهم الممثلة في حصولهم على محل تجاري على مستوى حي الأبطال 500 مسكن، وهذا في إطار محلات “الرئيس” التي تماطل منتخبون سابقون بالبلدية في منحها لمستحقيها، فيما وزعت بطريقة “مشبوهة” و”فاضحة” عشية الإعلان عن نتائج الانتخابات المحلية أنهت عهدة المجلس البلدي السابق بفضيحة مدوية من العيار الثقيل عشية الإعلان عن نتائج الانتخابات البلدية والولائية الماضية، وسط عديد التساؤلات وعلامات الاستفهام.
وفي سياق آخر، كشف محدثنا أن هذا الأسبوع سيكون “أسبوع الحرب على التجارة الفوضوية”، حيث أكد أن رئيس البلدية أعطى تعليمات لرؤساء القطاعات الحضرية لمتابعة وضعية المحيط البيئي والإطار المعيشي للمواطن، مشيرا إلى أن ذلك سيكون بالتنسيق مع المصالح الأمنية الممثلة في شرطة البيئة والعمران التي ستكثف دوراتها بخصوص الباعة الفوضويين ضمن حملة لمحاربة التجارة الفوضوية تنطلق هذا الأسبوع.
وكان رئيس البلدية قد تفقد في آخر خرجة ميدانية له الخميس الماضي لأسواق حي الصفصاف رفقة النائب المكلف بالأشغال، مندوب القطاع الحضري الثالث ومدير الأشغال وعدد من المنتخبين، وضعية الأسواق، موازاة مع تواصل حملات النظافة الأسبوعية الموسعة التي شملت مختلف القطاعات لمعالجة النقاط السوداء على مستوى الأحياء بمتابعة مباشرة لمندوبي القطاع.
وبخصوص الأشغال المفتوحة على مستوى عدة طرقات وسط المدينة، أكد المتحدث أن مصالح البلدية غير راضية على وتيرة ونوعية الأشغال مؤكدا أنه سيتم غلق الأشغال المفتوحة وستتم إعادة تزفيت الطرقات، كاشفا عن استدعاء شركة “باتيميتال” رسميا للتكفل بالعملية التي طرحت بشأنها مصالح البلدية عدة مشاكل، مؤكدا أنه سيتم مباشرة الأشغال بدءا من اليوم انطلاقا من حي 8 مارس.