- قطاع الصحة بولاية عنابة يخسر 360 طبيبا سنويا
في ظل الظروف الاجتماعية والمهنية المعقدة والقاسية التي يتخبط فيها الأطباء، فإن عدم تحرك الجهات الوصية لإعادة الاعتبار لهم وتحسين أوضاعهم المتردية يعد السبب الرئيسي الذي يقف وراء تزايد ظاهرة نفورهم إلى الخارج والتي تسببت في نزيف حاد للمنظومة الصحية، حسبما أكده رئيس المجلس الجهوي لعمادة الأطباء بعنابة البروفيسور عيادي عبد العزيز في حواره مع جريدة “الصريح” حول واقع أصحاب المهنة بالولاية، الذي أشار أيضا إلى أن نسبة الأطباء بقطاع الصحة المحلي يمثلون 10% من إجمالي المهاجرين إلى الدول الأجنبية.
الأجور المتدنية.. السبب الرئيسي للهروب نحو الخارج
وفي الصدد، تحدث رئيس المجلس الجهوي لعمادة الأطباء، عيادي عبد العزيز لـ “الصريح”، عن الأسباب التي تدفع الأطباء للهروب من الواقع المر الذي يعيشه قطاع الصحة للبحث عن ظروف مهنية تليق بمستوى تطلعاتهم، في مقدمتها الأجور المتدنية التي اعتبرها إهانة كبيرة لفئة الأطباء الذين يقضون سنوات في الدراسة والتخصص، مضيفا أن أجرة الطبيب العام في القطاع الحكومي تساوي 50 آلف دينار جزائري فقط، الأمر الذي جعلهم يختارون الهجرة للبحث عن ظروف أفضل.
ظروف عمل كارثية وإمكانيات محدودة بالمستشفيات
وإلى جانب الأجور الزهيدة التي يعاني منها الأطباء، فإن عيادي يؤكد على ظروف العمل الكارثية بمختلف مستشفيات الولاية التي تحولت إلى مجرد هياكل بلا روح، والتي دفعت الكثير من الكوادر إلى التخلي عن خدمة المرضى، خاصة وأن أطباء الولاية يمثلون نسبة 10% من مجموع المهاجرين إلى الخارج.
وأكد عيادي، على غياب أبسط وسائل العلاج والمعدات الطبية بالمستشفيات التي أثرت على التكفل الأمثل للطبيب بالمرضى ووضعت الأطقم الطبية في تحدي صعب لإسعافهم، مشيرا إلى أن عديد الأجهزة الضرورية على غرار “السكانير” معطلة بأغلب المصالح التي لا تأخذ على عاتقها مسؤولية صيانتها وإصلاحها، مضيفا أن ذلك يشكل عائق وتحدي كبير أمام الطبيب المجبر على تحمل كافة الضغوطات، خاصة غضب المواطن المترتب عن عجز الجهات المعنية عن الوقوف على الوضع وتصحيح مساره.
وأشار عيادي في حديثه إلى مشكل السكن الذي يعتبر هو الآخر عائقا كبيرا يواجه الأطباء الذين يتم تعيينهم في مناصب عمل بعيدة عن مقر إقامتهم.
30 طبيبا يستخرجون شهادات العمل شهريا للهجرة
وأشار المتحدث، عن إمضائه لـ 30 وثيقة متعلقة بشهادات العمل التي تثبت ممارسة مهنة الطب بغرض الخروج للعمل خارج البلاد بشكل شهري أي بمعدل 360 طبيب سنويا، وهو رقم مخيف اعتبره المعني خسارة كبيرة لقطاع الصحة المحلي الذي يفقد كوادره بصفة متزايدة ومستمرة.
وأضاف المتحدث، أن الهجرة إلى أن عديد الدول تستقطب أعداد هائلة من الأطباء الجزائريين إلى جانب فرنسا، على غرار الأردن، الإمارات العربية المتحدة وقطر، بسبب الامتيازات والظروف المهنية التي توفرها.
وفي الأخير، شدد المتحدث على ضرورة تحرك الوصاية لإعادة الاعتبار لهذه الفئة التي وصفها بالمهمشة بالتركيز على تحسين أوضاعهم في كافة الميادين والجوانب، خاصة ما تعلق منها بالأجور وظروف العمل من أجل وقف نزيف الكوادر الطبية، مناشدا القائمين على قطاع الصحة بعنابة على ضرورة الوقوف على واقع أصحاب المهنة التي تعاني الويلات بالمستشفيات وتوفير كافة الامكانيات ووسائل العلاج اللازمة للتكفل الأمثل بالمرضى.
أميرة سكيكدي