ابتسام بلبل
يرتقب تنظيم زيارة عمل لرجال أعمال قطريين إلى الجزائر في إطار مجلس الأعمال الجزائري-القطري، وهو ما أكده رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين عقب استقبال من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، بالعاصمة القطرية الدوحة، والذي كشف أنه تم خلال هذه الزيارة التطرق إلى “إمكانية تأسيس شركة جزائرية-قطرية يكون دورها استغلال فرص الشراكة وإنشاء عدة مؤسسات جزائرية-قطرية في ميادين استثمارية مختلفة”.
وأكد أن الجزائر بلد يزخر بالكثير من فرص الاستثمار”، مشيرا إلى “صداقته مع العديد من رجال الأعمال الجزائريين الذين نتمنى أن يكون العمل معهم كبيرا بما يخدم مصالح البلدين”، وأوضح الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني أن “الاستثمارات بين الشركات الجزائرية والقطرية سيكون هدفها سد حاجيات البلدين وكذا التوجه نحو التصدير”.
من جهة أخرى، استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، رئيس مجلس الشورى القطري حسن عبد الله الغانم الذي أدى له زيارة مجاملة بمقر إقامته بالعاصمة القطرية الدوحة خلال فترة زيارة العمل التي شرع بها منذ يومين في قطر.
وقبلها قام رئيس الجمهورية، بزيارة مؤسسة قطر وفروعها، على هامش الزيارة التي يؤديها إلى الدوحة، وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية أن الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي، كانت في استقبال الرئيس تبون بمدخل المبنى، وطاف رئيس الجمهورية بأجنحة المبنى المركزي، حيث تلقى شروحات وافية حول فروع مؤسسة قطر وتنظيمه، بالإضافة إلى زيارة المكتبة الوطنية لقطر، والتي كانت فرصـة لتلقى شروحات حول المخطوطات والمؤلفات التي تحتويها، كما زار الرئيس تبون أيضا مربط تربية الخيول العربية الأصيلة “الشقب”، أين استمع لعرض حول السلالات التي يتم تربيتها بالمربط، كما التقى الرئيس تبون، أمس، بممثلي الجالية الجزائرية بقطر، وتطرق إلى العديد من النقاط التي تخص المشاريع التنموية التي تخدم الوطن، والتي من بينها فتح المستقبل أمام الشباب وتنصيب المجلس الأعلى للشباب قريبا، وأكد أن العلاقات الجزائرية القطرية تملك “آفاقا واعدة وذات أهمية” في العديد من القطاعات، كالفلاحة، بناء المدن، المنشآت القاعدية والسكك الحديدية، مشيرا إلى محادثات في هذا الشأن تسمح بتطوير شبكة السكك الحديدية الوطنية ومدها الى كل من تمنراست وأدرار وحتى إلى النيجر.
وأوضح رئيس الجمهورية أن هذه المشاريع، تأتي موازاة مع مشروع توسيع ميناء جنجن بجيجل وهو المشروع الذي يهدف لجعله “ميناء إفريقيا” بربطه بشبكة السكك الحديدية التي تمتد إلى إفريقيا، كما أكد الرئيس تبون على مشروع لفتح خط بحري لنقل البضائع والمسافرين بين الجزائر والدوحة، من جهته، كشف الرئيس تبون، بأن الجزائر هي البلد الوحيد في المنطقة الذي ليست عليه ديون خارجية، مشيرا بأن الصادرات خارج المحروقات ستبلغ 7 مليار دولار السنة المقبلة، كاشفا بأن الجزائر تطمح للوصول إلى 15 مليار دولار للتخلص من التبعية للمحروقات.
وشهد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رفقة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أول أمس، التوقيع على اتفاقية ومذكرتي تفاهم وبرنامج تنفيذي بين البلدين، وذلك ظهر اليوم في الديوان الأميري، وشهد الرئيس تبون والأمير القطري التوقيع على اتفاقية التعاون القانوني والقضائي في المسائل الجنائية بين حكومتي البلدين، ومذكرة تفاهم بشأن إقامة المشاورات السياسية والتنسيق بين وزارتي الخارجية بالبلدين، ومذكرة تفاهم في مجالات التنمية الاجتماعية والأسرة بين حكومتي البلدين.
كما شهدا التوقيع على البرنامج التنفيذي الثاني في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجي لاتفاق التعاون التربوي والعلمي بين حكومتي البلدين للأعوام الدراسية (2022- 2025)، بحضور الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي للأمير وعدد من الوزراء، كما حضرها الوفد الرسمي المرافق لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
من جهته أبدى أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اعتزازه بالعلاقات التي تربط بلاده مع الجزائر، وكتب في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر”: “أعمل مع أخي فخامة الرئيس على رفع مستوى التعاون المشترك بما يلبي طموحات الشعبين الشقيقين”، وأشار المتحدث إلى أن محادثاته مع الرئيس تبون تناولت العمل العربي المشترك وسبل تعزيزه وتفعيله في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والأمة العربية.
يذكر أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، سيشارك اليوم بالدوحة في القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، وذلك بعد زيارة دولة تدوم يومين شرع فيها السبت إلى قطر.