أوضاع الطلبة في الإقامات الجامعية بين الواقع والمأمول

منظمات طلابية بجامعة باجي مختار تكشف المستور

أميرة سكيكدي/ وردة قانة

يعيش الطلبة بمختلف الإقامات الجامعية بعنابة ظروفا أقل ما يقال عنها أنها كارثية، حيث يصف المقيمون واقعهم الاجتماعي داخل الأحياء الجامعية بالجحيم الذي تدفن فيه آمال الطلبة لمواصلة مسيرتهم الجامعية في ظروف لائقة تتوافق مع مستوى تطلعاتهم.

وفي الصدد، نقلت “الصريح” المعاناة اليومية التي يصارعها الطلبة داخل الإقامات وحرمانهم من أبسط الضروريات الواجب توفيرها، أين سلطت إحدى المنظمات الطلابية الضوء على الواقع المرير الذي يتجرعونه وكشفت المستور.

ظروف الإيواء أشبه بالسجون

علق كل من رئيس المنظمة الطلابية الجزائرية الحرة والمنظمة الوطنية للتضامن الطلابي في حديث لـ “الصريح” عن ظروف إيواء الطلبة، أنها لا تختلف كثيرا عن ظروف المشردين، حيث أن هنالك فجوة كبيرة بين ما هو مأمول وموجود على أرض الواقع الذي رسمه الطلبة في مخيلاتهم عن إقامات تأوي نخب المستقبل، أين أكدوا على تدني مستوى معيشة الطالب داخل الغرف والأجنحة التي تفتقر لأدنى الضروريات، بداية من انعدام التدفئة بفعل مشاكل التسربات المتكررة جراء اهتراء شبكة توزيع الغاز التي تتسبب دائما  في حرمان عديد الطلبة من التدفئة وتحول الغرف إلى ثلاجات تجبر الطلبة على تحمل معاناة البرد القارس أيام الشتاء.

وأشار المعنيون إلى الاهتراء الكلي لجدران الغرف التي تميزها التصدعات والتشققات في كافة جدرانها وأسقفها بطريقة لا يمكن تصورها، مؤكدين على التسربات المائية التي تحدث في الغرف مع كل تساقط يتسبب في غمر الأفرشة والأرضية بالمياه.

كما شددوا على الوضعية المتردية للمراحيض التي قالوا أنها كارثية ولا تليق بمستوى طالب جامعي، مؤكدين أن النظافة منعدمة بها بفعل الأوساخ المتراكمة والتذبذب الكبير في المياه التي زادت وضعيتها سوء.

وفي ذات السياق، قال المعنيون إن الغرف بمختلف الإقامات الجامعية على غرار البوني 1، سيفوس2، الشعيبة وعاشور وغيرها تتطلب وبشكل مباشر لأشغال الصيانة والتهيئة من أجل توفير ظروف لائقة ومحترمة للطالب.

ملف النقل شائك وعلى المسؤولين إعادة النظر فيه

يعتبر نقل الطلبة من بين الملفات الشائكة في قطاع الخدمات الجامعية، حسبما صرحت به المنظمتين المذكورتين، حيث أكدت أنه يكتنفه الكثير من الغموض، حيث ترفض الجهات الوصية تسليمهم مخطط النقل الخاص بالطلبة رغم المطالب المتكررة بذلك -حسب تصريحهم-.

وأكد المعنيون أن استلام مخطط النقل سيمكن من حل مشاكل النقل، لاسيما بعد الاطلاع على عدد الحافلات والتوقيت من أجل تكييفه وفق متطلبات الطلبة.

كما شددت المنظمتان الطلابيتان إلى ضرورة توفير النقل الجامعي الحضري، بكل من أحياء بلدية عنابة وسرايدي خاصة في ظل توفر الإمكانيات المادية اللازمة، معربين على أن الطلبة الجامعيين القاطنين بأحياء البلديتين يعانون العديد من المشاكل بسبب غياب النقل الجامعي سواء بالقطب الجامعي البوني، سيدي عمار وكذا سيدي عاشور وكلية الطب “ليناسم”.

وأضاف أعضاء المنظمتين بأن الطلبة المعنيين أصبحوا يعيشون معاناة حقيقية بشكل يومي، مطالبين مديرية الخدمات الجامعية بتخصيص حافلات لنقلهم، ومؤكدين على أن ذلك يعتبر حقهم الشرعي على غرار باقي أحياء وبلديات الولاية، مضيفين أنهم تلقوا العديد من الشكاوى بسبب المشاكل التي يواجهها الطلبة خلال عملية التنقل بواسطة النقل الحضري وشبه الحضري، الذي أرهقهم وأثقل كاهلهم، خاصة في ظل أزمة النقل التي تشهدها بلدية سرايدي إثر توقف المصعد الهوائي منذ سنوات، ما أصبح يشكل معاناة حقيقية للطلبة الجامعيين في تنقلاتهم اليومية إلى مختلف الأقطاب الجامعية.

كما صرحت المنظمتان بأن الطلبة القاطنين ببلدية عنابة لم يستفيدوا سوى من بطاقة خاصة تمكنهم من التنقل باستعمال القطار مجانا، والتي لا تلبي حاجتهم نظرا إلى أن القطار يعمل على الخط الرابط بين وسط المدينة وبلدية سيدي عمار، ما لا يسمح  لطلبة القطب الجامعي بالبوني وسيدي عاشور الاستفادة منه.

واقترحت المنظمتان بضرورة تنظيم خدمة النقل الجامعي واعتماد طريقة فعالة لتحديد الحافلات المخصصة لكل إقامة جامعية، وذلك بوضع علامات خاصة تميز حافلة كل حي، يتسنى للطلبة التعرف عليها بسهولة.

ونددت الجهة المعنية بالفوضى التي يشهدها قطاع النقل الجامعي بعد قيام عدد من سائقي الحافلات بالهروب من العمل بالخطوط المعنية والتوجه إلى محطة نقل المسافرين بسويداني بوجمعة وترك الطلبة يتخبطون في معاناة يومية مع مشاكل النقل، أين أكدوا على وجود عدد من الحافلات بالمحطة المذكورة وذلك بعد التأكد من لوحات ترقيم الحافلات المعنية.

إطعام كارثي لا يراعي دفتر الشروط

وفي الجانب المتعلق بالإطعام، قالت المنظمتان أنه لا يزال يطرح جدلا كبيرا وسط الطلبة المقيمين المتذمرين من نوعية الوجبات ورداءة الخدمات بالمطاعم الجامعية التي أكدوا أنها لا ترقى لأن تقدم للطالب، بداية من عدم مراعاتهم لدفتر الشروط في عديد النواحي حسبهم، مضيفين أن سوء الإطعام يرجع للنوعية الرديئة للمواد والمنتجات المستعملة، مؤكدين أن علامات منتجات الاجبان والمشروبات التي تمتاز بها مطاعم الجامعات منعدمة في السوق بسبب رداءتها، إلى جانب عدم التزام عديد المطاعم لزرنامة الإطعام، ناهيك عن شروط النظافة المنعدمة.

وشدد المعنيون، أنه من المفروض أن تقوم مديريات خدمات الجامعة بمراقبة المطاعم، باعتبارها المسؤولة عن فرض معايير الجودة في دفتر الشروط لمراقبة هذه الوجبات الغذائية ، ومتابعة مدى توافقها مع دفتر الشروط الذي أكدوا  على ضرورة احتواءه على نوعية ممتازة للطالب الجامعي.

مطالبين المسؤولين على القطاع بصفتهم شركاء اجتماعيين بضرورة تحسين جودة ونوعية الأكل،  وأن يعمل القائمون على الأمر قائلا  لتحسين خدمات الإطعام  وبرمجة رزنامة الوجبات  وفق ما يرضي الطالب وصحته.

نقص الإمكانيات انعكس على مستوى الخدمات الطبية

تعرف الخدمات الطبية ببعض الإقامات الجامعية تدهورا كبيرا  والذي يرجع بالأساس إلى نقص المعدات والمستلزمات الطبية اللازمة، حيث أكد الشركاء الاجتماعيون أن الوحدات الوقائية ببعض الإقامات على غرار البوني 01 و02 جد ضعيفة ومتدنية، بسبب نقص الوسائل الطبية إضافة إلى الأدوية التي تكاد أن تكون منعدمة، الأمر الذي انعكس سلبا على التكفل الأمثل بالطلبة.

وأضاف المعنيون، أن الاقامتين المذكورتين لا تتوفران على سيارة إسعاف لنقل المرضى والحالات الحركة والمستعجلة، مؤكدين الى الصعوبات والعراقيل التي تواجه الطلبة للتنقل إلى المستشفيات في كثير من الأحيان، مطالبين بضرورة تحسين الخدمات الطبية للتكفل بالطلبة على أكمل وجه.

الانترنت… حدث ولا حرج

علق المعنيون في الهاجس المشترك بين الطلبة والمتمثل في ضعف تدفق شبكة الانترنت بأنه بات من العار الحديث على هذا الأمر في عصر التكنولوجيا والمعلومات وأنه من المفروض  على المسؤولين تجاوز هذا الأمر، خاصة وأنها أساسية في حياة الطالب خاصة في ظل نظام التعليم عن بعد الذي فرضته الجائحة.

وأضافوا أن الطلبة يصارعون من أجل استخدام الانترنت لإجراء للدراسة وإجراء البحوث، مؤكدين على  الغياب التام  لخدمة الو يفي مع عدم وجود قاعة للانترنت وإن كانت موجودة فهناك تذبذب في تدفق الشبكة.

كما أن الطلبة يطالبون من الجهات المعنية الالتفات إليهم من أجل  توفير شبكة الويفي بالاقامات الجامعية لتلبية احتياجاتهم وإنهاء معاناتهم في هذا الجانب.

مطالب برفع المنحة الجامعية لـ10000 دج

من جهة أخرى وجهت المنظمتين الطلابيتين نداء خاصا لمديرية الخدمات الجامعية ووزارة التعليم العالي، من أجل رفع المنحة المخصصة للطلبة الجامعيين والمقدرة بـ4000 دج بالنسبة لطلبة السنة الأولى، الثانية والثالثة ليسانس، و6800 دج بالنسبة لطلبة قسم ماستر 1 و7200 دج بالنسبة لطلبة قسم ماستر 2، مؤكدين على ضرورة الالتفات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لمعاناة الطلبة خاصة منهم طلبة كلية الطب والهندسة المعمارية، الذين يتحملون مصاريف تفوق ميزانيتهم الخاصة نظر للاستلزامات التي يتطلبها تخصصهم، ما يتطلب النظر بشكل جدي للمنحة الموجة للطلبة مؤكدين على ضرورة رفعها إلى مبلغ 10000 دج لتلبية احتياجاتهم، معتبرين منحة 4000 دج غير كافية تماما وتعتبر إهانة كبيرة للطالب الجامعي خاصة بالنسبة لطلبة كلية الطب الممارسين للمهنة عبر مختلف مستشفيات ولاية عنابة، معربين على أنهم يعانون التهميش سواء من قبل وزارة التعليم العالي أو وزارة الصحة، رغم الجهود الكبيرة التي كانوا ولا يزالون يبدلونها بأقسام الأمراض المعدية والأقسام المخصصة للمصابين بفيروس كورونا.

مقالات ذات صلة

سكان الفوضوي بحي بوحمرة يطالبون بفتح تحقيق حول ملفاتهم الضائعة منذ سنوات

سارة معمري

مصلحة الاستعجالات الطبية بالعيادة متعددة الخدمات في سيدي عاشور تدخل حيز الخدمة

سارة معمري

عنابة.. تدشين المركز الصحي الجديد ببلدية الحجار

سارة معمري