الفرن العالي يتوقف بسبب ندرة في فحم الكوك والشحنة القادمة لن تكفي
لمين موساوي
علمت “الصريح” من مصادر مطلعة، أن مركب الحديد والصلب بالحجار يعيش وضعية صعبة بعدما تسبب النقص الحاد في فحم الكوك في توقف نشاط الفرن العالي بمركب الحجار خلال الأيام القليلة الماضية، كما تم تسجيل انخفضا بمعدل إنتاج HF2 بسبب نقض الإمدادات بهذه المادة.
وهو الأمر الذي استدعى من إدارة كبير الحديد والصلب استيراد كميات من الفحم لتغطية العجز الحاصل وضمان استمرار نشاط الفرن العالي، وإمدادات دائمة من فحم الكوك وبكميات كافية، إلا أن مصادرنا أكدت أن الحمولة القادمة لا تكفي سوى بضعة أسابيع، معتبرة ذلك بالحل المؤقت، وأن الوضعية تستلزم تدخل السلطات العليا للبلاد لتفادي كارثة قد تعصف بالمركب .
وفي السياق، أكدت مصادرنا أن تواصل استيراد هذه المادة لأجل استمرار نشاط الفرن العالي لن يزيد إلا من تفاقم الأزمة المالية وتعقيدها، خاصة وأن كبير الحديد والصلب يتخبط في الديون منذ سنوات عديدة، الأمر الذي استدعى تدخل الوزارة الوصية في أكثر من مناسبة للوقوف على وضع المركب وإيجاد حلول حقيقة تستند على برامج ومخططات، إلا أن الوعود التي أعطيت خلال الزيارات لم تأت ثمارها، وهو ما يتجسد في الوضعية الحالية التي يعيشها المركب.
من جهة أخرى، ليس سرا أن المجمع لم يعد لديه الموارد المالية لتزويد منشآته الرئيسية، بفحم الكوك، بهدف ضمان إنتاج المواد الخام، والحديد الزهر السائل، وما سيزيد الأمر تعقيدا هو غياب الثقة بين المتعاملين الاقتصاديين من أجل إعادة إنعاش المركب، بسبب ديونه المتراكمة، ما يعني أن المركب يحتاج تمويلا ووضع إستراتيجية تسيير على المدى القصير والمتوسط من قبل الوزارة الوصية.