ملاك زموري
أثار القانون الأساسي للفنان جدلا واسعا بين فناني ولاية عنابة، حيث ثمنه البعض كونه يضمن حماية اجتماعية وقانونية للفنان فضلا عن الإعتراف بعمله، وتثمين مهنة كل الفاعلين في مجال الثقافة، وترقية دورهم الاجتماعي ووضعهم القانوني، فيما اعتبره آخرون مجحفا ولا يقدم أية إضافات للفنان وللفن ناهيك هن كونه غامضا وغير مضبوط من عديد النواحي ويحتاج إلى مناقشة حقيقية تسلط الضوء على أبرز النقاط والأساسيات.
ويرتقب أن تنظم مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة، غدا على مستوى دار الثقافة والفنون محمد بوضياف، لقاء يجمع فناني الولاية لمناقشة القانون الأساسي وتوزيع بطاقات الفنان وعددها 39 بطاقة أعلن عنها أول أمس.
وفي ذات الصدد أكد الفنان ياسين رفاس، في حديثه مع “الصريح”، أن هذه البطاقة تقدم إضافة للفنان وامتيازات عديدة ومتنوعة على غرار الحماية الاجتماعية والتقاعد والسكن وتسهيل الممارسات الفنية، وأنه يستجيب لمتطلبات شريحة الفنانين، لاسيما وان الفنان عانى التهميش لسنوات طويلة وحان الوقت اليوم للمسؤولين عن القطاع للتكفل بانشغالاتهم، وأضاف ان المشاركات الثقافية ستكون دورية ومنظمة أكثر من قبل وتتيح المجال للإبداع وممارسة الفن بصفة مقننة، وأضاف “نتمنى أن يتطور القانون في المستقبل ليشمل نقاط تساعد الفنان على أداء عمله بحرية وجدية”.
وعلق الفنان فيصل كاهية، أن قانون الفنان يسلط الضوء على حقوق وواجبات الفنان، وتعتبر بطاقة الفنان وسيلة تميز الفنان عن غيره، وقال، “قدمت طلب تجديد لاسترجاع البطاقة، إلا انني لن أستلمها بعد، وأريد أسباب الرفض التي ربما قد تكون الأسباب مقبولة أو غير مقبولة، وهل هناك لجنة للطعن”، مشيرا أنه تم إيداع الكثير من الطلبات إلا أنها لم تسلم أكثر من 50 بطاقة.
وقال الفنان نبيل رحماني، أنه متفائل جدا في ما يخص القانون الذي يحمي الفنان وهو اعترافا بمكانته وقدراته، قد يحقق المنفعة العامة للفنانين ويساهم في إثراء المشهد الثقافي بالجزائر، وأكد أن هذا القانون يتيح حركية في الفن الرابع، باعتبار المسارح تشتغل على طول السنة، وقانون الفنان قد يحمي الممثلين الذين يتوسعوا في أدوارهم بالمسارح، لاسيما وان الفنان عانى التهميش لسنوات طويلة و حان الوقت اليوم للمسؤولين عن القطاع للتكفل بانشغالاتهم، مشيرا إلى أن هذا الأخير قد يعزز كرامة ومكانة الفنان الذي يتخبط في أوضاع اجتماعية وصحية صعبة، حيث سيكون هناك مستشفى للفنان خاصة وأن هناك العديد من الفنانين الموهوبين الجزائريين عاشوا حالات مزرية من وضع صحي متدهور ووضع مالي حساس في صمت جعلته عاجزا عن ممارسة فنه.
وفي المقابل قال أحمد هامل، فنان ومستشار ثقافي بدار الثقافة، إن الفن والفنان لا يمكن أن يحصرا في بطاقة، فأغلب الفنانين العالميين لا يملكونها، كما أن الفن كان دائما رافضا لجميع أنواع التقييد والالتزام بشتى ضروبه، متسائلا عن جودة وفائدة البطاقة باعتبار الفنان يمكن أن يتوقف عمله كفنان بمفهوم هذه الأخيرة، وأضاف أنه يجب إعادة النظر في مفهوم الفنان، خاصة وأن البعض من حاملي هذه البطاقة ليس لديهم أية علاقة بالفن في فضاء أصبح يعج بأشباه الفنانين، فوجود بطاقة فنان غير كافية لابراز مكانته وإبداعه.
وأعرب الفنان ناصر بلغيتي، أن البطاقة تتضمن المسار الفني للفنان وتمكنه من المشاركة في النشاطات المحلية والوطنية بحرية، كما أن القانون الجديد سيصون كرامته لأنه يساهم في التكفل الاجتماعي بالفنان بما يضمن له التغطية الصحية والتقاعد المحترم وفق الأطر القانونية، ووجه ذات المتحدث نداء إلى السلطات المعنية للإسراع في نشر القائمة الثانية التي تحمل أسماء الفنانين، ويجب على الفنانين طرح انشغلاتهم للحصول على البطاقة في أقرب وقت.
أوضح الفنان المسرحي رضوان بوقشبية، أن بطاقة الفنان تكفل حقوق وواجبات الفنان وتقدم له هوية وامتيازات للعمل في إطار قانوني محترف، والعمل مع مؤسسات ثقافية مختلفة، مشيرا إلى أن بعض القوانين غير واضحة كما قدم عدة مقترحات.