ملاك زموري
وافق وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، على تقديم ملف “مسارات القديس أوغستين” والذي يضم 14 موقعا أثريا على غرار موقع هيبون بولاية عنابة، إلى منظمة اليونسكو، بهدف تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي.
ويأتي هذا القرار في إطار الجهود الرامية إلى حماية هذا الإرث التاريخي من محاولات التزييف والسرقة الثقافية، حيث تسعى بعض الدول لنسب هذه المسارات التاريخية إليها، وفي حال اعتماد هذه المسارات من طرف اليونسكو، من المتوقع أن تتحول إلى وجهة سياحية بارزة، ما سيساهم في استقطاب أعداد كبيرة من الزوار المهتمين بالتاريخ الديني والثقافي.
وجاء ذلك خلال ندوة علمية احتضنها قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، تحت عنوان “تحيين القائمة الإرشادية للتراث العالمي بالجزائر”، حيث كشف الوزير عن قائمة محدثة تضم 11 موقعا ثقافيا وطبيعيا مرشحة للتسجيل ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي، وأكد بللو أن هذه المبادرة تعكس تنوع وثراء التراث الجزائري، بشقيه الطبيعي والثقافي، وتبرز الامتداد الحضاري العميق للبلاد.
كما شدد على أن القائمة الجديدة أُعدت بالتعاون بين خبراء من وزارات الثقافة والفنون، الفلاحة، التنمية الريفية والصيد البحري، إلى جانب باحثين جامعيين، لتكون مرآة تعكس تاريخ الجزائر وأداة لفهم تطور الحضارة الإنسانية.
وتتضمن القائمة موقعين طبيعيين هما: الحظيرة الوطنية لجرجرة ولايات تيزي وزو والبويرة، الحظيرة الوطنية للقالة ولاية الطارف، إضافة إلى موقعين مختلطين طبيعي وثقافي هما منطقة تفدست بالحظيرة الثقافية للأهقار لتمنراست وواحات غوفي والقنطرة بباتنة وبسكرة.
كما تشمل القائمة مشهدين ثقافيين في بندرومة وطرارا بتلمسان، ونظام السقي بالغوط لوادي سوف، إلى جانب 5 مواقع ثقافية بارزة، منها قصور الأطلس الصحراوي الأغواط، البيض، النعامة، الأضرحة الملكية القديمة باتنة، قسنطينة، تيبازة، عين تموشنت، تيارت وتمنراست، التراث الأثري لمدينة تبسة، نظام القلاع في توات قورارة تديكلت أدرار وتيميمون، وأخيرًا، مواقع ومسارات أوغسطينية بعدة ولايات بالشرق ووسط البلاد.
وأشار الوزير إلى أن هذه الخطوة تندرج ضمن رؤية استراتيجية تمتد من 2025 إلى 2029، تهدف إلى التصنيف الرسمي لهذه المواقع ضمن التراث العالمي، وذلك وفق المعايير التي يحددها مركز التراث العالمي التابع لليونسكو، وفي إطار اتفاقية 1972 لحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي.