مبيعات العالمية لسيارة “تيسلا” تشهد تراجعا حادا

سجلت شركة تيسلا الأمريكية، الرائدة عالميا في صناعة السيارات الكهربائية، تراجعًا كبيرًا في مبيعاتها خلال الربع الثاني من عام 2025 بنسبة 13.5%، وهو ثاني انخفاض فصلي على التوالي، ما يُثير العديد من التساؤلات حول قدرة الشركة على الحفاظ على موقعها الريادي وسط اشتداد المنافسة والتحولات الجيوسياسية.

وأعلنت تيسلا المملوكة للملياردير الأمريكي “إيلون ماسك” على موقعها الإلكتروني أنها سلمت 384,122 سيارة حول العالم بين شهري أفريل وجوان 2025، مقارنة بـ 443,956 سيارة خلال نفس الفترة من العام الماضي، أي بتراجع بلغ 59,834 وحدة.

ورغم أن متوسط توقعات المحللين كان في حدود 385 ألف سيارة، إلا أن بنوكًا كبرى مثل دويتشه بنك وجيه بي مورغان توقعت أرقامًا أكثر تشاؤمًا (355 ألف و360 ألفًا على التوالي)، ما يعكس إدراكًا مبكرًا لصعوبات السوق.

هل لترامب علاقة بتراجع مبيعات “تيسلا”؟

شهدت صناعة السيارات الكهربائية دخول لاعبين جدد بقوة، خاصة من الصين، مثل شركتي BYD وNio، واللتين تطرحان سيارات بأسعار تنافسية وتكنولوجيا حديثة، ما أضعف حصة تيسلا في الأسواق الآسيوية والأوروبية.

ورغم نجاحات موديل “3” و”Y”، إلا أن هذه الطرازات باتت تُعتبر “قديمة نسبيًا” مقارنة بتصاميم منافسيها. ومع تأخر إطلاق موديلات جديدة أو تحديثات جوهرية، بدأت تيسلا تخسر جمهورًا يبحث عن التجديد والتنوع.

ومن العوامل البارزة التي ساهمت في تراجع المبيعات هو تنامي الجدل السياسي حول علاقة الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بإدارة الرئيس دونالد ترامب، خاصة في ظل انقسام سياسي حاد في الولايات المتحدة.

فهذا الارتباط أثار تحفظات لدى شريحة من الزبائن الليبراليين، الذين كانوا يشكلون قاعدة مهمة في سوق السيارات النظيفة.

ومع ارتفاع معدلات التضخم وتذبذب أسعار الفائدة، تراجعت القدرة الشرائية في العديد من الأسواق، ما أثر سلبًا على قرارات اقتناء السيارات الجديدة، خصوصًا الكهربائية منها التي لا تزال تُعتبر مكلفة نسبيًا في عدة دول.

مشكلات متعلقة بخدمة ما بعد البيع

اشتكى بعض الزبائن في أوروبا وأمريكا الشمالية من تأخر عمليات الصيانة وصعوبة الحصول على قطع غيار، وهو ما أضر بسمعة الشركة في بعض الأسواق.

ورغم التراجع، أكدت تيسلا أنها تعمل على إعادة تقييم خطط الإنتاج وتحسين تجربة العملاء، مع تسريبات تشير إلى احتمالية إطلاق طراز اقتصادي جديد قبل نهاية السنة، يحمل اسمًا رمزيًا “موديل 2″، سيكون موجهًا للأسواق الناشئة وبسعر لا يتجاوز 25 ألف دولار.

كما تعمل الشركة على تعزيز بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي عبر مشروع “Dojo”، بهدف تحسين القيادة الذاتية، ما قد يخلق موجة جديدة من الطلب مستقبلاً.

مقالات ذات صلة

مايكروسوفت تستغني عن 4% من موظفيها لهذا السبب

sarih_auteur

احتياطي الغاز الطبيعي.. الجزائر ضمن أكبر 10 دول في العالم

sarih_auteur

رسميا.. الوكالة “ناسدا” تطلق موقعها الإلكتروني الجديد

sarih_auteur