أكد وزير الاتصال، محمد مزيان، أن معرض التجارة البينية الإفريقية (IATF) شكّل نجاحا بارزا وحول فكرة طال انتظارها إلى واقع ملموس.
وأوضح الوزير في مقال نشرته جريدة المجاهد بعنوان “الحلم الإفريقي تجسد في الجزائر”، أن هذا النجاح هو ثمرة الرؤية التي تبناها الرئيس عبد المجيد تبون، الذي دعا دائمًا إلى إيجاد حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية، باعتبارها السبيل الأمثل لتجاوز العوائق التي تعرقل تطور التجارة البينية داخل القارة.
وأضاف مزيان، أن الجزائر احتضنت قبل أسبوع حدثًا غير مسبوق، تجسد في ولادة “حلم إفريقي” لم يصدق البعض إمكانية تحقيقه، لا بسبب غياب الطموح، وإنما نتيجة تشكيكهم في قدرة الأفارقة على مواجهة التحديات التنموية.
وأشار الوزير إلى أن الرئيس تبون شدد خلال المعرض على أن مستقبل القارة السمراء رهين بقدرتها الجماعية على بناء بنية تحتية متكاملة، مؤكداً أن التظاهرة لم تكن مجرد موعد اقتصادي، بل محطة لتعزيز الوعي الجماعي بضرورة بناء قارة موحدة، قوية وفاعلة إقليميًا ودوليًا.
كما توقف المقال عند تصريحات قادة أفارقة شاركوا في الحدث، من بينهم الرئيس الموريتاني الذي دعا إلى الانتقال من اقتصاد يعتمد على تصدير المواد الخام إلى اقتصاد قائم على التصنيع المحلي، والرئيس التونسي الذي اعتبر منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA) حلمًا يتوارثه الأجيال ويجب تجسيده عبر مقاربة جديدة، إضافة إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، الذي أكد أهمية تعزيز الترابط بين شمال القارة وجنوبها لتحقيق التكامل الإفريقي.
وفي سياق متصل، أبرز مزيان أن ما ميّز هذه الطبعة ليس فقط توقيع عقود تجاوزت 48.3 مليار دولار، منها 11.4 مليار دولار حصة الجزائر، وإنما القيمة المضافة التي منحتها الجزائر للحدث بفضل موقعها الجيوستراتيجي كبوابة لإفريقيا.
وتطرق الوزير أيضًا إلى الدور الكبير الذي لعبته الصحافة الوطنية والقارية في إبراز نجاح هذه التظاهرة، مبرزًا أن التغطية الإعلامية ساهمت في مضاعفة صداها وجعلها محطة مرجعية على مستوى القارة.
واختتم الوزير بالتأكيد أن تجربة الجزائر في التنويع الاقتصادي وتبني سياسة صناعية متكاملة تمثل نموذجًا ناجحًا يمكن أن تستلهم منه باقي الدول الإفريقية لبناء استراتيجيات نمو تدعم التكامل القاري.