تتجه الأنظار في ولاية عنابة نحو الوحدة التابعة لمجمّع صيدال الواقعة بشارع جيش التحرير الوطني “لاقار”، وسط المدينة، والتي يُرتقب أن تتوقف عن النشاط خلال الفترة القادمة، في إطار مسعى يرمي إلى تقليص مصادر التلوث داخل الوسط الحضري.
وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن هذه الوحدة، التي يعود تاريخ بنائها إلى الحقبة الاستعمارية، ستُغلق أبوابها بصفة نهائية، على أن يتم نقل نشاطها نحو إحدى المناطق الصناعية بالولاية، وفق مخطط وطني يهدف إلى فصل الأنشطة الصناعية عن المحيط السكني.
ويأتي هذا القرار المرتقب في سياق الجهود المبذولة لحماية البيئة وتحسين إطار العيش داخل المدن الكبرى، خاصة مع تزايد الكثافة السكانية وتوسع العمران في المناطق القريبة من الوحدات الصناعية القديمة. كما أن وجود منشآت إنتاجية داخل النسيج الحضري لم يعد يتماشى مع متطلبات التهيئة الحديثة ولا مع المعايير البيئية المعتمدة.
من جهة أخرى، يثير وجود منشآت صناعية قديمة أخرى على نفس الشارع، على غرار المنطقة التي تضم طاحونة كاوكي، تساؤلات حول مدى التزامها بالمعايير البيئية والأمن الصناعي، خصوصاً وأنها تقع بمحاذاة أحياء سكنية مكتظة.
وتبقى مسألة نقل هذه الوحدات خارج المدينة مطروحة بإلحاح، من أجل تقليص الانبعاثات والغبار وتحسين نوعية الهواء داخل النسيج العمراني.
يُذكر أن عملية إعادة توطين المؤسسات الصناعية القديمة تُعد من أولويات السلطات المحلية، في إطار سياسة تهدف إلى جعل عنابة مدينة نظيفة وصحية، وتحقيق التوازن بين التنمية الصناعية والحفاظ على البيئة