أشرف وزير الدولة، وزير المحروقات والمناجم، محمد عرقاب, اليوم الأحد بالجزائر العاصمة، على تنصيب نور الدين داودي رئيسا مديرا عاما لمجمع سوناطراك, خلفا لرشيد حشيشي.
وفي كلمة له بالمناسبة, أوضح الوزير أن تعيين الرئيس المدير العام الجديد “يأتي في سياق وطني يتميز بديناميكية متجددة في قطاع المحروقات والمناجم،تجسدها الرؤية الاستراتيجية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون , والرامية إلى تعزيز التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد الوطني وترسيخ مكانة الجزائر كمزود موثوق للطاقة على الساحتين الإقليمية والدولية”.
كما تطرق عرقاب الى المسار المهني لداودي الذي قضى أزيد من 35 سنة في قطاع الطاقة، فضلا عن ترؤسه للوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (النفط)، مشيرا الى ان خبرته “العميقة لا تقتصر على الجوانب التقنية فحسب، بل تمتد إلى القيادة الاستراتيجية للمشاريع المعقدة والتفاوض على الشراكات مع كبرى الشركات الدولية وتوجيه التحول الرقمي في القطاع”.
وأضاف أن “هذا التراكم المعرفي والقيادي للسيد داودي يؤهله لقيادة سوناطراك نحو تحقيق الريادة المأمولة”، معبرا عن امتنانه لحشيشي على ما قدمه من “جهود طيلة فترة توليه رئاسة المجمع وعلى روح المسؤولية العالية التي تحلى بها في قيادة سوناطراك”.
كما شدد عرقاب على أن مجمع سوناطراك الذي يعد “رمزا للسيادة الطاقوية” للجزائر, يظل “القلب النابض للاقتصاد الوطني” بفضل قدراته الهائلة بشريا وتقنيا, معبرا عن أمله في ان تكون هذه المرحلة الجديدة “مرحلة إقلاع مؤسسي وابتكار تقني وتحديث إداري، تمكن المجمع من تعزيز قدراته الإنتاجية والمالية والانخراط بفعالية في التحول الطاقوي العالمي”.
وأضاف في ذات السياق أن المجمع يواجه اليوم “تحديات كبرى وفرصا واعدة في عالم يشهد تحولات عميقة في مجال الطاقة”، لافتا الى ان أولويات العمل في المرحلة القادمة ترتكز على رفع قدرات الإنتاج الوطني، لا سيما من الغاز الطبيعي, وتعزيز مشاريع البتروكيمياء لتطوير الصناعة التحويلية, فضلا عن رفع القيمة المضافة لموارد البلاد.
ويتعلق الأمر ايضا -يتابع الوزير- ب”توسيع نطاق التعاون الدولي من خلال توقيع عقود وشراكات جديدة مع كبرى الشركات العالمية، على غرار شيفرون وإكسون موبيل،لجلب استثمارات نوعية وتعزيز حضور الجزائر في الأسواق العالمية”، علاوة على تسريع وتيرة التحول الطاقوي وتحديث نظم الاستكشاف والإنتاج.
وفي ذات المنحى، أكد عرقاب أن سوناطراك مطالبة كذلك بمواصلة دورها القيادي في تنفيذ استراتيجية الدولة للحد من انبعاثات الكربون وتحقيق الأمن الطاقوي، مع التركيز على البحث والتكوين، موازاة مع استعمال أحدث التكنولوجيات الرقمية والذكاء الاصطناعي لتحسين المردودية وخفض التكاليف, خاصة وأن الجزائر تراهن اليوم على المجمع ليظل في طليعة المؤسسات الرائدة.
من جهته، عبر داودي عن امتنانه لرئيس الجمهورية للثقة التي منحه إياها لتولي هذا المنصب الذي “ترافقه تطلعات ومسؤوليات كبرى وتحديات متعددة، لا سيما في ظل التغيرات العديدة التي يشهدها القطاع عالميا”، مؤكدا سعيه للإسهام في “بناء مؤسسة أكثر قوة ومرونة منفتحة على آفاق جديدة ومستشرفة للمستقبل بثقة”.
بدوره، عبر حشيشي عن تمنياته بالنجاح والتوفيق للرئيس المدير العام الجديد في أداء مهامه الجديدة.