نظم الديوان المحلي للسياحة ببلدية المدية، تحت إشراف مديرية الثقافة والفنون وبرعاية والي ولاية المدية، يوم 19 نوفمبر الجاري، يوما دراسيا وطنيا تحت مسمى “على خطى بولوغين… من أشير إلى المدن العتيقة، المدية، مليانة، وجزائر بني مزغنة” بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بالمدية، بمشاركة أساتذة وباحثين ومرشدين سياحيين وفاعلين ثقافيين.
وركزت فعاليات اليوم الدراسي على أشير الأثري الذي أسسه زيري بن مناد سنة 936م، باعتباره النواة الأولى للمدن العتيقة المتمثلة في المدية، مليانة، والجزائر، مع إبراز دوره السياسي والعمراني خلال القرن العاشر، حين احتضن قصورا وأسوارا ومساجد ضخمة شكلت ملامح أول عاصمة للدولة الزيرية، وافتتحت مديرة الثقافة والفنون أشغال اللقاء بكلمة أكدت فيها أهمية المشروع الثقافي الذي يربط بين التاريخ والبحث العلمي والسياحة المستدامة، تلتها كلمة رئيس الديوان المحلي للسياحة الذي دعا إلى تطوير رؤية جديدة لتثمين موقع أشير وربطه بالمسالك السياحية للمدن الثلاث. وقدم الباحثون مداخلات تناولت آليات الحفاظ على التراث وإعادة قراءة العلاقة بين أشير والقصبات العتيقة، مؤكدين الترابط العمراني والمعماري الذي تركته الدولة الزيرية، وفي إطار الأنشطة الميدانية، نظم الديوان المحلي للسياحة يوم 20 نوفمبر جولة تاريخية عبر قصبة المدية، شملت الحنايا الرومانية، باب لقواس، المسجد الحنفي، ضريح سيدي سليمان، ومنارة الجامع لحمر، قبل اختتامها بزيارة المتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية، ما منح المشاركين فرصة الاطلاع عمليًا على آثار أشير في النسيج العمراني للمدية.
ويأتي هذا النشاط بعد تجوال تعريفي نظمه الديوان المحلي يوم 12 نوفمبر نحو موقع أشير ومنزه بنت السلطان بالكاف الأخضر، بمشاركة أساتذة وباحثين ومرشدين سياحيين وإعلاميين، للتعرف على معالم المدينة الزيريةوتصنيفها الوطني منذ 1968، وإبراز الحاجة إلى حماية الموقع واستئناف الحفريات العلمية، خصوصا في ما يعرف بـ“أشير بولوغين“.
واختتم اليوم الدراسي بتوصيات أكدت على إعادة بعث الحفريات العلمية، وترقية التظاهرة إلى صبغة إقليمية، ووضع لوحات تعريفية بالموقع، وتشجيع البحث الجامعي حول تاريخ الزيريين، وإدراج المسالك السياحية الثقافية كرافعة للتنمية المحلية، وإشراك صناع المحتوى في الترويج لموقع أشير كمورد ثقافي واقتصادي مستدام.
إسماعيل مروجي – متربص-