إبتسام بلبل
أكد وزير الاتصال، زهير بوعمامة، أن الدولة ماضية في تنفيذ برنامج عمل متطور وطموح لجعل الإعلام الوطني الأداة التي تخاطب الآخر باحترافية، والواجهة التي تعكس للعالم إنجازات الجزائر ومواقفها الثابتة في مجال حقوق الإنسان والشرعية الدولية.
ويرتكز البرنامج وفق وثيقة رسمية اطلعت عليها “الصريح” على البث الفضائي، لافتة إلى أن إستراتيجية البث الفضائي للإعلام السمعي البصري الجزائري، تعد أداة أساسية لتوفير خدمات تمكن بلادنا من تعزيز وتوسيع تواجدها الإعلامي الدولي، وكذا من بسط نفوذها في مختلف المجالات وضمان التواصل المستمر مع جاليتنا بالخارج، وأضافت أن البث الفضائي الذي يسهم في تقديم محتوى إعلامي متنوع وعالي الجودة، وفي نفاذ القنوات التلفزيونية والإذاعية إلى نطاقات جغرافية مختلفة، يغطي حاليا مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أوروبا؛ إفريقيا وأمريكا، وتنجز هذه العملية بواسطة الأقمار الصناعية؛”الجزائري” ألكوم سات” ” أو تلسات”، القمر الصناعي “هوتبريد” و”أسترا” .
اللغات الأجنبية خيار إستراتيجي
وبخصوص القنوات الإعلامية الوطنية التي تبث عبر هذه الأقمار الصناعية، ذكر الوزير باقتي الإذاعة والتلفزيون العموميين وقناة الجزائر الدولية AL24NEWS القنوات الخاصة المعتمد.
وحرصا على إيصال الرسالة الإعلامية بالمقاصد الجزائرية، وباللغة التي يفهمها الجمهور المخاطب، أكد بوعمامة أن اعتماد اللغات الأجنبية كالإنجليزية والإسبانية، يعد خيارا استراتيجيا وضرورة مهنية، تُوظفها عدة وسائل إعلامية وطنية، كإذاعة الجزائر الدولية، القناة الثالثة للتلفزيون العمومي، وقناة الجزائر الدولية AL24NEWS ، التي سطرت خطة تنفيذية تتيح لها نشر شبكة من المكاتب والمراسلين في عدد من العواصم العالمية، لا سيما الإفريقية منها، وهو ما سبق للمؤسسة العمومية للتلفزيون المبادرة به، وكذلك وكالة الأنباء الجزائرية بمكاتبها في أبرز العواصم العالمية مثل باريس وموسكو ولندن.
وتكريسا لذات الهدف، لفت وزير الاتصال إلى أن إذاعة “إفريقيا أف أم” تبث بخمس لغات، كما تعتمد على شبكة مراسليها في 9 دول إفريقية للبث بالتارقية، الهاوسا، والبومبارا.
المنصات الرقمية
أكد وزير الاتصال أن قطاع الإعلام في الجزائر،” يشهد تحولا معتبرا في مجال الإعلام الجديد، خاصة من خلال توسيع وتنويع فضاءات البث عبر المنصات الرقمية والمواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية التي أصبحت مكملاً أساسيا، بل وحتميا للبث التقليدي عبر الوسائل”.
وأشار إلى أن وسائل الإعلام الوطني انخرطت في هذا المشهد المستجد على غرار الإذاعة الجزائرية، المؤسسة العمومية للتلفزيون، وكالة الأنباء الجزائرية ،قناة الجزائر الدولية AL24NEWS والجرائد اليومية، وأكد أن هذه الوسائل التي تملك مواقع إلكترونية بعضها ينشط بـ7 لغات تبث كذلك عبر التطبيقات الذكية والمنصات الرقمية كاليوتيوب، فايسبوك، منصة” إكس “و “البودكاست”، وهي وسائط تتيح خدمة البث الحي والتفاعلي.
وفي مسايرتها للتحولات المذكورة، أطلقت وزارة الاتصال بدورها، يضيف الوزير، بوابة الإعلام الجزائري، وهي منصة رقمية وطنية توفر عبر موقعها الإلكتروني www.algerianmediagateway.dzواجهة موحدة تُمكّن المستخدم من الولوج إلى مواقع المؤسسات الإعلامية العمومية، وإلى الصحافة المكتوبة والإلكترونية والقنوات الخاصة المعتمدة، إضافة إلى محطات الإذاعة الوطنية والجهوية، مع توفير روابط مباشرة لخدمات البث الحي.
المشاريع المستقبلية
في إطار سعي قطاع الاتصال إلى تعزيز حضور الإعلام الوطني إقليميا ودوليا، كشف وزير الاتصال، زهير بوعمامة عن ” إعداد مجموعة من المشاريع المستقبلية الإستراتيجية التي تهدف إلى وتطوير أدوات البث الرقمي الحديثة وتغطية مناطق جديدة من العالم كمنطقتي وسط وجنوب القارة الإفريقية وأمريكا الجنوبية عبر القمر الصناعي “أو تلسات وهيسباسات”.
كما تعتزم المؤسسة العمومية للبث الإذاعي والتلفزي في الجزائر (TDA) من جهتها، إطلاق مشروع المنصة الوطنية للبث الرقمي عبر الإنترنت (OTT) ، كآلية حديثة تمكن مؤسسات الإعلام العمومي من تقديم خدمات البث المباشر والمحتوى السمعي البصري عند الطلب (VOD) ، من خلال تطبيق موحد ومتكامل يمكن الولوج إليه من مختلف الأجهزة الذكية والتلفزيونات المتصلة بالإنترنت.
وأكد الوزير أن إستراتيجية الاتصال الخارجي التي تقوم بها الدولة، أضحت من مقومات الدبلوماسية الإعلامية المعوّل عليها لضمان تموقع احترافي ومؤثر للإعلام الوطني إقليمياً ودولياً بفضل الكفاءات المؤهلة والتكنولوجيات المتطورة.
وضمن هذه الحركية المركزة لتوسيع رقعة انتشار الإعلام الوطني وتطوير أدائه، أكد بوعمامة أن وزارة الاتصال تولي أهمية خاصة للعملية لاسيما من خلال نشاطات مديريتي “وسائل الإعلام” و”التكوين والتعاون الدولي”، “وبناءً عليه، فإنّ الوزارة حريصة على حسن الاستثمار في الإمكانات الموجودة، وتفعيلها بما يتوافق وسياسة استشراف آفاق إعلامية جديدة ترتكز على وضوح الرؤية والنجاعة في التسيير، يضيف الوزير.