خولة مجاني
أطلقت جمعية قطرة أمل لمرضى فقر الدم الوراثي بعنابة نداء إنسانيا مستعجلا إلى والي عنابة، عبد الكريم لعموري وجميع مسؤولي قطاع الصحة، بعد تفاقم أزمة نفاد الأكياس المخصصة للتبرع بالدم عبر مختلف مستشفيات الولاية، وهي أزمة لا ترتبط بنقص المتبرعين بقدر ما ترتبط بعدم توفر الأكياس اللازمة لسحب الدم، وفق تصريحات المكلفة بالإعلام بمستشفى ابن رشد ورئيس جمعية قطرة أمل، ما أدى إلى توقف عمليات التبرع رغم وجود المتطوعين واستعدادهم للمساهمة.
رئيس معية قطرة أمل: ” المرضى في انتظار التزود بالدم لأكثر من أسبوع“
تحدث رئيس الجمعية لـ “الصريح”، عن نقص مسجل في عدد أكياس تجميع الدم على مستوى المراكز الصحية المتخصصة، وهو ما يهدد حياة العديد من المرضى المحتاجين لنقل الدم على مستوى مستشفيات الولاية، وأضاف المتحدث بأن ” أكبر عدد من مرضى فقر الدم الوراثي يتواجد بولايات الشرق، على غرار عنابة، الطارف وسوق أهراس وهم بحاجة دائمة إلى حقن الدم في مواعيد دقيقة، وأي تأخير يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة”، وأضاف بأن” المرضى بمستشفيات عنابة ينتظرون منذ أسبوع كامل دون أن يتمكنوا من تلقي الدم، وهو ما يجعل الوضع أكثر هشاشة وخطورة”، مشيرا في السياق إلى أن الوضع بلغ مرحلة وصفها بـ “غير المحتملة”، إذ لم يعد بإمكان الكثير من المرضى إجراء عمليات حقن الدم الدورية التي تمثّل مصدر الحياة بالنسبة لهم”، وفقه.
إلى ذلك، سجلت الجمعية وفق ما ورد في بيان لها “انخفاضا خطيرا في مستويات الهيموغلوبين لدى عدد كبير من المرضى، وصلت إلى حدود تهددهم بمضاعفات قاتلة في أي لحظة”، وأضافت أنه “حسب شهادات عائلات المرضى، هناك من لم يعد قادرا على الوقوف من شدة الضعف، وآخرون ينتظرون دورهم وهم يدركون أن التأخير قد يكون قاتلا، في حين تعيش العديد من العائلات ساعات طويلة من الخوف والترقب، خشية فقدان أبنائها بسبب غياب كيس دم واحد فقط”، وأضافت ” أن هذه الأزمة شملت معظم مستشفيات الولاية، ما خلق حالة من الاضطراب والرعب وسط المرضى، خاصة مع ازدياد الحالات الاستعجالية التي لا تتحمل أي تأخير، وتشمل المضاعفات المحتملة”، مضيفا أن ” توقف القلب، وانهيار وظائف الكبد والكلى، كلها مخاطر يرتفع احتمال وقوعها مع كل ساعة تمر دون علاج”.
جمعية قطرة أمل أكدت أن مطالبها واضحة وهي التدخل الفوري لتوفير الأكياس اللازمة للتبرع بالدم، حفاظا على حق المرضى في الحياة، ودعوة السلطات للتحرك العاجل قبل تسجيل خسائر بشرية كان يمكن تفاديها، وأكدت أن “كل دقيقة تأخير تعني مريضا في خطر، وأما تبكي، وعائلة تنهار”، في وقت تبقى فيه حياة المرضى الأكثر هشاشة معلقة في انتظار حل سريع لهذه الأزمة الصحية غير المسبوقة.
توضيح للمستشفى الجامعي ابن رشد
أوضحت المكلفة بالإعلام بالمستشفى الجامعي ابن رشد لـ “الصريح” أن” مشكل عدم توفر الأكياس المخصصة لوضع الدم هو مشكل وطني في الأساس”، مؤكدة أن “المؤسسة الصحية استلمت مؤخرا كمية من الأكياس تبين أنها غير مطابقة للمعايير الطبية، وبناء على تقرير مفصل رفعته المصالح المختصة داخل المستشفى إلى لجنة اليقظة، تم اتخاذ قرار إرجاع تلك الكميات إلى الصيدلية المركزية حفاظا على سلامة المرضى وضمان عدم استعمال مواد غير مطابقة قد تهدد حياتهم”.
كما أضافت المتحدثة أن “المستشفى لا يمكنه استخدام أي أكياس إلا إذا كانت معقمة بشكل كامل وتراعي كل الجوانب التقنية والطبية الضرورية لضمان سلامة الدم المخزن ونقله إلى المرضى دون مخاطر، وبصفتها إجراءات مؤقتة لتسيير الأزمة، لجأت المؤسسة إلى طلب الدعم من مستشفيات أخرى لتزويدها بالكميات المتوفرة لديها، وذلك كحل ظرفي إلى غاية تجاوز الوضع”، كما أكدت أن” الجهات الوصية تعمل على قدم وساق لإيجاد حلول سريعة، وأن المستشفى بصدد البحث عن موزع جديد قادر على توفير أكياس مطابقة للمعايير في أقرب الآجال”، وختمت بالقول ” أن الأزمة ظرفية وستتم معالجتها قريبا، وشددت على على أن صحة المرضى تبقى أولوية قصوى لا يمكن التهاون بشأنها”.
تراجع لافت في عدد المتبرعين
ورغم الحملات المتعددة للتبرع بالدم التي تنظمها مختلف المؤسسات والجمعيات عبر ولاية عنابة، إلا أن الوضع الصحي لا يزال يشهد نقصا في مخزون الدم وتراجعا واضحا في عدد المتبرعين خلال الفترة الأخيرة، وهو ما فاقم الأزمة، وفق جمعيات التبرع بالدم بالولاية ومختصين في القطاع، خاصة وأن مرضى فقر الدم الوراثي وغيرهم يحتاجون إلى تزويد دوري ومستمر لضمان استقرار حالتهم الصحية، ويؤكد مختصون أن” تعزيز ثقافة التبرع وتكثيف حملات التحسيس بات ضرورة ملحة، لضمان توفر مخزون كاف من الدم واستباق أي حالات طارئة قد تتسبب في تعقيدات خطيرة أو وفيات يمكن تجنبها”.
