عرفت ولاية جيجل، منذ ليلة الخميس إلى غاية صبيحة السبت، اضطرابًا جويًا نشطًا اتسم بأمطار غزيرة ورياح قوية وتساقط الثلوج على المرتفعات، ما استدعى رفع درجة اليقظة لدى مختلف المصالح من أجل ضمان التدخل السريع والسيطرة على الوضع دون وقوع أي أضرار أو فيضانات، خصوصًا في النقاط الحسّاسة خلال التقلبات الجوية.
عمل وقائي مسبق في الميدان
ففي بلدية جيجل، تابعت المصالح البلدية بالتنسيق مع دائرة جيجل تطور الوضع ميدانيًا، من خلال جولات مراقبة امتدت إلى ساعات متأخرة من الليل، شملت مجاري المياه والمناطق المنخفضة، خاصة واد القنطرة بحي موسى، وواد منشة بالسانكيام، ومنطقة الرابطة. وقد أكدت المعطيات الميدانية عدم تسجيل أي خطر فيضان بفضل الإجراءات الاحترازية المفعّلة مسبقًا.
كما واصل الديوان الوطني للتطهير تنفيذ برنامج التدخل الوقائي المتمثل في تسريح البالوعات وتنقية شبكات الصرف، وهي إجراءات انطلقت منذ أشهر وتُعد إحدى أهم أدوات الوقاية خلال ذروة الاضطرابات الجوية.
تنسيق على أعلى مستوى
وفي إطار المتابعة الدقيقة للوضع، وقف والي الولاية “أحمد مقلاتي” رفقة قائد القطاع العسكري، ومدير الأشغال العمومية، والسلطات الأمنية والمحلية على حالة الطريق الولائي والطرق البلدية عبر أعالي عين لبنة، لقرارطة، والمرصع ببلدية إراقن سويسي، للاطمئنان على سلامة المواطنين بعد التساقط الكثيف للثلوج. كما أمر الوالي بوضع كاسحة الثلوج التابعة للقسم الفرعي للأشغال العمومية بزيامة منصورية تحت تصرف البلدية، تحسبًا لأي طارئ وضمانًا لاستمرار حركة المرور.
ومن جهتها، سارعت مصالح البلديات والأشغال العمومية إلى فتح الطرق وإزالة الثلوج لضمان استمرار حركة المرور، مع تعبئة كل الوسائل المتاحة، بما في ذلك كاسحات الثلوج في المناطق الجبلية، والتدخل الفوري في أي طارئ محتمل.
تدخلات دقيقة وحساسة
من جانبها، تعاملت مصالح الحماية المدنية مع عدة حالات مستعجلة ليلة الجمعة، أبرزها حادث تسرب غاز متبوع بحريق داخل مسكن بحي 40 هكتارا، أدى إلى إصابة خمسة أفراد من عائلة واحدة بحروق من الدرجة الأولى. وتم تقديم الإسعافات الأولية للمصابين قبل تحويلهم إلى مستشفى محمد الصديق بن يحيى، مع تسجيل أضرار مادية محدودة.
كما تدخلت الوحدات لإنقاذ شخصين بمنطقة بودكاك ببلدية الشقفة بعد تعرضهما لتسمم بغاز أكسيد الكربون الناتج عن مدفأة منزلية، حيث تلقيا العناية اللازمة قبل نقلهما إلى المركز الصحي.
وأزاحت الفرق المختصة عدة أشجار سقطت جرّاء الرياح عبر حي بيازة والطريق الولائي 137 بين زيامة المنصورية وسلمى بن زيادة، إضافة إلى إزالة عمود كهربائي سقط بالواجهة البحرية “بومارشي”.
استقرار نسبي في حركة المرور
ورغم سوء الأحوال الجوية، لم تُسجل حوادث مرور خطيرة، باستثناء اصطدام بين سيارتين سياحيتين على الطريق الوطني 77 ببلدية تاكسنة، أسفر عن إصابة امرأة تم التكفل بها من قبل الفرقة المتدخلة.
جاهزية تامة
وتعكس هذه التدخلات المتقاربة والمتزامنة جاهزية عالية من مختلف المصالح وتنسيقًا محكمًا سمح بالتعامل الفعال مع الاضطراب الجوي الأخير، والتحكم في الوضع دون تسجيل خسائر بشرية أو فيضانات عبر النقاط الحساسة.
إيمان ل
