في ذكرى رحيل أيقونة القصة الجزائرية عمار بلحسن .. سلاما لروح صاحب الفكرة المستمرة

 

سلوى لميس مسعي

مرت أمس الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل القاص والمؤرخ الدكتور عمار بلحسن صاحب الفكرة المستمرة، ابن مدينة تلمسان الذي غادر الحياة سنة 1993 إثر مرض السرطان الذي غيبه في سن مبكر عن عائلته وأصدقائه.

ويعتبر عمار بلحسن أيقونة الأدب الجزائري نضاله عن اللغة العربية وقضايا المجتمع الجزائري لأنه من جيل عرف الحرمان وعاش في ظل الظروف الاستعمارية القاهرة، غير أنه تمكن بفضل إرادته القوية من مواصلة تعليمه والحصول على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع.

تمكن عمار بلحسن من صقل موهبة الكتابة الأدبية ومزجها بشهادته العلمية ليتحول هوسه في كتابة القصة إلى النقد والبحث والتنقيب في سوسيولوجيا الأدب الجزائري، فنشر مقالات قيمة في مختلف الجرائد والمجلات في الجزائر والعالم العربي ، فعرف في القاهرة والمغرب وفرنسا، كما خلف نصوصا قصصية أهمها على الإطلاق مجموعته “حرائق البحر” وهي الأولى التي صدرت له بالإضافة إلى “أصوات” و”فوانيس” كما كانت له بحوث في قضايا الثقافة الجزائرية والإنسان الجزائري، والتي صدرت في كتب من ضمنها: «الأدب والإيديولوجية»، و«كشف الغمة في هموم الأمة» والذي يدعو فيه لضرورة تثقيف السياسة بدل تسييس الثقافة.

كما أصدر بداية الثمانينات كتابا مهما بعنوان «أنتلجنسيا أم مثقفون في الجزائر؟»، وأخيرا «يوميات الوجع»، التي صدرت في طبعة محدودة عن جمعية «الجاحظية”.

وترك عمار بلحسن رسالة جارحة كتبها وهو على فراش المرض في أيامه الأخيرة وطلب من زوجته أن لا تقوم بفتحها إلا بعد رحيله لتكون الفاجعة أكبر بعد قراءتها وجاء فيها هذا المقطع المربك ” لم تعطني الجزائر سوى قرحة وورما، صحيح لم أفعل لها كثيرا، ولكنها فعلت في الكثير، أحببتها واغتالت أحلامي كثيران لم أكن أتخيل أن الحلم سيصبح كابوسا”.

قام الروائي الكبير الطاهر وطار بنشر هذه الرسالة في مجلة التبيين التي كان الفقيد عمار بلحسن رئيس تحريرها .

تركت الرسالة أثرا موجعا في قلوب أصدقائه خاصة ممن عرفه عن قرب ليسجل تاريخ القصة الجزائرية والبحث العلمي خسارة كبيرة بعد رحيل الكاتب عمار بلحسن.

 

مقالات ذات صلة

قسنطينة تحتضن الطبعة الـ11 لمهرجان الإنشاد الدولي

sarih_auteur

رسميا.. إطلاق تطبيق “اكتشف الجزائر”

sarih_auteur

اليونسكو تضم 11 موقعا تراثيا جزائريا جديدا

sarih_auteur