الحقيقة تغيب بين البلديات ومؤسسة عنابة نظيفة

 

تعيش أحياء ولاية عنابة حالة من الفوضى بسبب الوضع البيئي المتردي بفعل إضراب عمال مؤسسة “عنابة نظيفة”، إلا أن الوضعية أضح الغموض يشوبها بعد تبادل التهم بين مؤسسة “عنابة نظيفة” ورؤساء البلديات، فيما يخص الديون العالقة للشركة التي يندرج بها  مهندسو النظافة في الولاية.

فبعدما وجهت أصابع الاتهام لرؤساء البلديات الذين تماطلوا في تسديد مستحقات عمال النظافة، أصدرت بلدية البوني عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بيانا توضيحيا على خلفية الوضعية المزرية التي ألت إليها البلدية بسبب تراكم النفايات المنزلية منذ تاريخ 12.9.2021 والتي تسببت في تشويه المحيط وانتشار الروائح الكريهة مما أدى إلى استياء المواطنين، ليؤكدوا من خلال البيان الذي تحصلت “الصريح” على نسخة منه أن مصالح البلدية تكون قد سددت مستحقات الشهرين الفارطين من السنة الجارية، مطالبة في الوقت نفسه من القائمين على “عنابة نظيفة” الالتزام ببنود العقد المبرم بينهما والقيام برفع القمامة المنزلية وإرجاع الوضع على ما كان عليه في أقرب الآجال.

ومن جهة أخرى، لم تقم مؤسسة “عنابة نظيفة” بالتحرك بعد ما قامت البلدية سابق ذكرها بإصدار البيان لتطرح بذلك علامة استفهام حول حقيقة الوضعية المالية المتأزمة بين الأطراف وأسباب مواصلة مهندسي النظافة إضرابهم المفتوح، ليكون بذلك المواطن ضحية هذا الخلاف الذي تسبب في تدهور بيئي سيتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض إن بقي الوضع عما هو عليه، ناهيك عن تشويه المنظر العام والمحيط، خاصة عندما يتعلق الأمر ببلدية بحجم البوني وكثافتها السكانية، وعاصمة الولاية التي من المفترض أن تكون قبلة للاستقبال، وجماليتها تعرض صورة حضرية للولاية ككل.

وما زاد في الضبابية حول الخلاف القائم بين بلديتي عنابة والبوني ومؤسسة عنابة نظيفة هو عدم استدعاء والي عنابة لهذه الأخيرة في حملة النظافة التي مست أحياء بلدية عنابة أول أمس، أين قام المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي في الولاية بعقد اجتماع الخميس الماضي بضور رؤساء القطاعات الحضرية الخمسة وإطارات من البلدية ومؤسسات أخرى حسب البيان الصادر من قبل صفحة عاصمة الولاية، وانبثق عنه تنظيم حملة واسعة لتنظيف الأحياء والشوارع من القمامة والفضلات المنزلية المتراكمة.

وفي الأخير، لاتزال الوضعية الوبائية بولاية عنابة متدهورة بعد الانتشار الرهيب للنفايات، والروائح الكريهة المنبعثة من الأكوام اللامتناهية من القمامة أمام المنازل، وزوايا العمارات والأسواق، فرغم الحملة الأخيرة التي قامت بها مصالح بلدية عنابة إلا أن الجهود لن تكفي في ظل تواصل الإضراب المفتوح، لأن مدينة بحجم عنابة لا تكفيها حملات نظافة يستغلها البعض لعرض صور كحملة انتخابية مسبقة، كما لا يمكنها إعادة لقب “جوهرة الشرق” لأن المناظر والصور التي أخذت بحر الأسبوع المنقضي، لا يمكن إلا أن نسمي مدينة عنابة بـ “مزبلة الشرق”.

موساوي محمد لمين

مقالات ذات صلة

احتفالاً بالذكرى 63 للاستقلال.. وضع حجر الأساس لإنجاز 2300 وحدة سكنية بصيغة العمومي الإيجاري بعنابة

sarih_auteur

بمناسبة الذكرى 63 للاستقلال.. توزيع أكثر من ألف وحدة سكنية بعنابة

sarih_auteur

هذا ما أكده المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها من عنابة

sarih_auteur