الكاتب عبد المعز فرحي لـ “الصريح”: “لم أكتب من أجل الشهرة ويكفيني إرضاء القراء”

 

فتح الكاتب الشاب الجزائري المنحدر من ولاية عنابة، عبد المعز فرحي، صاحب رواية “على الساعة السابعة مساء حبي” التي ألفها وهو في سن السابعة عشر من عمره، ورواية “فايلا” التي صدرت أفريل المنصرم، قلبه لـ”الصريح” للحديث عن أولى خطواته التي خطاها ويخطوها في عالم الكتابة.

الصريح: بداية شكرا لك على قبولك هذا اللقاء ومرحبا بك في “الصريح” التي تفتح ذراعيها للكتاب والمثقفين.

عبد المعز فرحي: شكرا لكم أنتم على اهتمامكم بإصداراتي وتشجيعي، واستضافتكم هذه ستحفزني على مواصلة شق طريقي في هذا المجال حتى أخرج بروايات وكتابات إلى مصاف الكتاب الكبار.

الصريح: كيف كانت بدايتك؟

عبد المعز فرحي: بدأت الكتابة مع بداية سن المراهقة، أين كنت أكتب على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان لي قراء من عائلتي وأصدقائي الذين شجعوني على تطوير هذه الموهبة وصقلها. وفي سن الـ  17 قررت إصدار رواية من النوع الذي أحب قراءته، وطبعا لم أكن قادرا على الكتابة دون القراءة والمطالعة، كنت أقرأ كل ما يمكن أن يقرأ.

الصريح: حدثنا عن روايتك “فايلا” وما هي خلفية هذا العنوان الموسيقي ؟

عبد المعز فرحي : “فايلا” هي أول رواية جزائرية تحكي قصة رعب باللغة الفرنسية، أين تتحدث عن الأخذ بالثأر ومسامحة بعضنا البعض “وفايلا” هي اسم علم، وهي الشخصية الأساسية في الرواية.

الصريح: لماذا اخترت مدينة قسنطينة بالذات كمكان تدور فيه أحداث الرواية ؟

عبد المعز فرحي : لاحظت أن لي قراء كثيرون في مدينة الجسور المعلقة، لذلك اخترت قسنطينة كإهداء لسكانها الذين تجمعني بهم صلة إعجاب ومحبة، وبعدما كتبت الرواية الأولى بعنابة قررت أن تكون كل رواية لي في ولاية من ولايات الوطن الجزائري من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وذلك تعبيرا عن حبي ووفائي لهذا الوطن.

الصريح: لماذا توجهت إلى كتابة أدب الخيال في روايتك وكيف تقارنه بالأدب الرومانسي؟

عبد المعز فرحي : الكتابة عن الحب وإعطاء أجنحة للقراء أسهل بكثير من الكتابة في أدب الخيال، حيث توجهت إلى رواية الرعب الخيالية  بعد ملاحظت بأن الأدب الجزائري لم يعطي اهتماما كبيرا بهذا النوع الأدبي. كما أردت توجيه كتاباتي لفئة جديدة ليكون لهذا صدى عند الشباب هواة الرعب والخيال.

الصريح: كثيرا من الكتاب أحسوا بالقلق والحصار في فترة الحجر الصحي، كيف تعاملت معه؟ وهل استغليت هذه الفترة لكتابة؟

عبد المعز فرحي : الإلهام مصدر الكتابة والإبداع، وأنا أميل إلى الكتابة وسط محيط اجتماعي وأماكن عامة لتوليد أفكار جديدة، لأن البيئة التي نكون فيها تؤثر على تدفق الأفكار، وعلى هذا الأساس من الصعب الكتابة وقت الحجر الصحي والعزلة بالنسبة لي.

الصريح: كم كتابا تطمح أن تكتب؟

عبد المعز فرحي : سوف أكتب ما دمت أستطيع الكتابة وأملك الموهبة، لا يمكنني تخيل حياتي من دون الكتابة فهي فعل وجود، يمكنني التوقف عن نشر الكتب ولكن لا يمكن ألا أكتب.

الصريح: حدثنا عن أعمالك الجديدة التي تحضر لها الآن؟

عبد المعز فرحي : أنا بصدد كتابة رواية جديدة، والحقيقة لا أستطيع الإفصاح عنها حاليا إلا أنها رواية من الأدب الاجتماعي.

هل يمكن أن نقرأ لك إصدارات في مجالك الدراسي العلوم السياسية؟

لما لا، بعد الكتابة والأدب أنا جد مهوس بالسياسية، لذا يمكن إدماجهم مع بعض أو أؤلف كتاب حول هذا المجال بعد أن أتطور فيه طبعا، لأنه وقبل كل شيء السياسة علم قائم بذاته.

الصريح: ما هي أهم المعوقات التي يصطدم بها الكاتب الشاب وما هي صفات الكاتب الناجح برأيك؟

عبد المعز فرحي : الكتابة هي أرفع أنواع الإبداع البشري، لا أستطيع أن أفرق بين كاتب عمره 16 سنة وآخر 80 سنة.. بالنسبة لي الكاتب ليس له عمر معين والنجاح لا يحدد بسن، الروائي الناجح في نظري هو الذي يقول الحقيقة، وهو الذي يضع كل قدراته وإمكانياته لنقل الرسالة، وهذا واجبه نحو الأدب والقراء وليس من يبيع آلاف النسخ.

الصريح: إذا أتيحت لك الفرصة للكتابة باللغة العربية هل ستكتب بها؟

عبد المعز فرحي : طبعا، أنا أقول دائما أن الكتابة تحتاج إلى أفكار وتمكين لغوي، إذ ينبغي إثراء رصيدي اللغوي أولا لاستغله في نشاطاتي، وهذا ما أعمل عليه اليوم.

الصريح: برأيك هل أثر التطور التقني على تصفح الكتب الورقية؟

عبد المعز فرحي : نعم أثر نوعا ما، في أواخر الثمانينات والتسعينات كان الكتاب في الجزائر يباع أكثر من عشرة ألف نسخة، حيث اعتبروا أنه ليس عدد كبير مقارنة بالكتاب الذين حققوا شهرة واسعة على غرار “محمد ديب” و”بن هدوقة”، في حين اليوم كتاب يحقق ثلاثة ألف نسخة رجحوه إلى تحقيق نجاح وإقبال منقطع النظير.

اليوم أصبح المجتمع يفضل تصفح الانترنت لاقتناء معلومة بدلا من البحث عنها في الكتب، إلى أن الكتب الورقية لا يمكن تعويضها بالكتب الرقمية.

الصريح: من هو أو هي قدوتك في الكتابة؟

عبد المعز فرحي ليس هناك شخص واحد، بل هناك العديد من جعلوني أكتب على غرار  الكاتب والروائي الجزائري”عبد الحميد بن هدوقة” و”محمد ديب”، “أسيا جبار” و والكاتب والصحفي “كمال داود” و”ميساء باي ”  والكاتب  “Milan kundera” والكاتب الألماني “Franz kafka”.

الصريح: ما هي طموحاتك في مجال الفن الخامس ؟

عبد المعز فرحي : أطمح أن أواصل إبداعي في الكتابة، وأمتع القارئ برواياتي، أما المبيعات والشهرة هي أشياء ثانوية.

 

ملاك.ز

مقالات ذات صلة

“الأيام الإبداعية الإفريقية” تسلط الضوء على الفنون والصناعات الثقافية

سارة معمري

نحو تأسيس مهرجان غزة الدولي “لسينما المرأة”

سارة معمري

مهرجان الجزائر الدولي للسينما.. برنامج غني بأفلام تعكس مختلف الثقافات

سارة معمري