إيمان . ل
تعيش منذ أسبوعين عائلات 14 “حراقا”، أجواء من الترقب والخوف حول مصير أبنائهم، منذ أن انقطعت أخبارهم يوم 7 نوفمبر الجاري، تاريخ انطلاقهم في رحلة عبر قارب نحو إيطاليا، حيث لم تظهر عنهم أي أخبار، وهو ما جعل العائلات تتخبط وتطرق جميع الأبواب بحثا عن أخبار عن فلذات كبداتهم.
وانخرط في عملية البحث والترقب جميع سكان ولاية جيجل خاصة عاصمة الولاية، حيث امتدت نداءات البحث وعمليات التضامن إلى الشوارع ومدرجات الملاعب أين حملت لافتات تحمل صور المفقودين.
تفاصيل الرحلة المشؤومة تعود لما قبل السابع من نوفمبر، حيث قام أعضاء الرحلة بجمع مبلغ مالي، أين قاموا بشراء قارب صيد ومستلزماته، وانطلقت الرحلة من شاطئ سيدي عبد العزيز شرق ولاية جيجل حسب تصريح أخ أحد المفقودين لـ “الصريح” في الثالثة صباحا من يوم الاثنين 7 نوفمبر 2022.
ومنذ ذلك الحين انقطعت أخبارهم كلية، الرحلة كان على متنها أفراد عائلة مكونة من رجل وثلاث نساء وفتاة قاصر ورضيعة والبقية شباب من مختلف أحياء مدينة جيجل.
وبقي الصمت والترقب سيد الموقف لغاية وصول أخبار نقلا عن خفر السواحل الإيطالية حول انقلاب قارب حراڨة انطلق من ولاية جيجل على متنه 13 شخصا من بينهم نساء و أطفال تم إنقاذ سبعة منهم و انتشال أربعة جثث و فقدان إثنين، بعدها بدأ الخوف يتسرب لعائلات “الحراقة” الجزائريين و بعد التأكد تبين أن القارب الذي تم العثور عليه يحمل حراڨة من ولاية سكيكدة.
وهذا ما أعاد بريق الأمل لعائلات “الحراقة” الجواجلة على قلته، هذه الأخبار جعلت العائلات تخرج عن صمتها، حيث قامت باحتجاجات بدعم وإسناد جيران وأصدقاء المفقودين لمطالبة السلطات المدنية والعسكرية لمساعدتهم لمعرفة مصير أبناءهم.
الآن وبعد 15 يوما من الرحلة، بدأت احتمالات نجاتهم تتضاءل ويبقى الأمل الوحيد وصول أخبار من ايطاليا واحتجازهم من طرف السلطات الإيطالية ورغم أنه احتمال واحد من بين احتمالات عدة أسوءها مخاوف من انقلاب القارب، خاصة وأن حالة البحر تغيرت بعد انطلاق الرحلة بأيام.
هذا الوضع الذي لا يمكن وصفه سوى بالكابوس المرعب تعيشه عائلات “الحراقة” يوميا وسط تضامن شعبي وتجمعات يومية وطباعة لافتات ونداءات خاصة للجالية الجزائرية في إيطاليا والتي أكد أفرادها عدم العثور على أي شخص من الأشخاص الذين تم نشر صورهم، فيما يلتمس أهالي المفقودين من السلطات المحلية والمركزية التدخل لدى السلطات الإيطالية والمساعدة في تحديد مصير أبنائهم.