الجزائر تواصل استعادة دورها الريادي في العالمين العربي والإسلامي
غانم خميسي
ترمي الجزائر هذه الأيام بكل ثقلها لوضع اللمسات الأخيرة على التحضير للموعد العربي الهام المرتقب في شهر نوفمبر والمتمثل في القمة العربية التي جمعت من أهم أهدافها لم الشمل العربي وإعادة الوحدة العربية إلى ما كانت عليه.
وفي هذا الإطار وحتى تتفرغ الجزائر لهذا التحدي الكبير قررت اتخاذ قرار يقضي بتأجيل انعقاد مؤتمر اتحاد مجالس برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وزحزحة تاريخه إلى الثلاثي الأول من السنة المقبلة، وهذا القرار له ما يبرره ويؤكد إرادة القيادة السياسية وعزمها على نجاح القمة العربية المرتقبة في الجزائر في شهر نوفمبر القادم، والتي تتطلب الكثير من التركيز ومن الجهود في مختلف الاتجاهات وعلى الكثير من الأصعدة.
وفي السياق سيعمل الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان الذي وصل إلى مدينة “قونية” التركية للمشاركة في حفل افتتاح دورة العاب التضامن الإسلامي الخامسة على التواصل بمسؤولي اتحاد برلمانات التعاون الإسلامي لإقناعهم بوجهة نظر الجزائر وجدواها من تأجيل مؤتمر برلمانات التعاون الإسلامي إلى مطلع السنة القادمة على الأرجح، خاصة أن الجزائر عازمة على العودة بقوة إلى الساحة الدولية وإحياء أمجاد دبلوماسيتها التي كانت حين تتحرك يتحرك العالم بأكمله وتراهن في ذلك على بعدها العربي والإسلامي.
وعلى غرار إرادتها في تحقيق النجاح للقمة العربية في نوفمبر القادم.، تبدو الجزائر عازمة أيضا على تحقيق النجاح لمؤتمر برلمانات التعاون الإسلامي، وهو ما عبر عليه صراحة صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة بمناسبة زيارة الأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي محمد قريشي، حيث أكد لضيف الجزائر أن الدورة 17 لمؤتمر اتحاد البرلمانات والتي تأتي بعد الدورة 16 التي عاشت فعالياتها مدينة اسطنبول التركية ستحظى بكامل الاهتمام من السلطات الجزائرية وفي مقدمتها الرئيس تبون والبرلمان الجزائري بغرفتيه.
وإلى ذلك فسيبقى اهتمام السلطات الجزائرية هذه الأيام منصبا على تحضير مؤتمر القمة العربية لما لع من رمزية سبق أن تحدث عليها وزير الخارجية رمطان لعمامرة قائلا: “رمزية الموعد الذي اختاره لانعقاد القمة باعتباره تاريخا جامعا كرس التفاف الدول والشعوب العربية وتضامنها مع الثورة الجزائرية المجيدة وما يحمله من دلالات هامة حول تمسك الدول العربية بقيم النضال المشترك في سبيل التحرر وامتلاك مقومات نقرير مصيرها الموحد في خضم التحديات المتزايدة التي تفرضها التوترات الخطيرة والمتسارعة على الساحة الدولية”.