وردة قانة
سلطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة عقوبة الإعدام في حق المتهم “ر.ع.ك”، لتورطه في جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، التي راح ضحيتها المسمى “ز.م” الذي أعطى للجانب تكاليف العمرة الخاصة به وبوالدته وكلفه بتسديدها لكن بعد ذلك، بعد أن أكدت وكالة السفر للضحية أنه لم يتم دفعها من قبل الجاني، حيث أيدت هيئة المحكمة العقوبة التي التمسها ممثل الحق العام.
وقائع القضية تعود إلى تاريخ 03 ديسمبر 2018، أين لفت انتباه دورية رقابة روتينية لقوات الشرطة مركبة في حالة توقف من نوع “داسيا” على مستوى الطريق الفرعي المؤدي من حي الريم باتجاه حديقة التسلية، وعلى متنها شخص يعاني من إصابات بليغة باستعمال أداة حادة وذلك في حدود الساعة العاشرة صباحا، وبعد إجراء المعاينة تبين أن الضحية متوفى وفي الأربعينات من العمر وكان في وضعية الجلوس على حافة السيارة وسط بركة من الدماء، وعلى يمينه يوجد سلاح أبيض متمثل في سكين من الحجم المتوسط ملطخ بالدماء ومرمي على الأرض،
ليتم رفع البصمات من داخل المركبة مع حجز أداة الجريمة لإجراء الخبرة على آثار الدماء الموجودة عليها، وبإجراء المعاينة الداخلية للمركبة تم العثور على سلاح أبيض متمثل في سكين من نوع “كرونداري” بمقدمته بقع دم كان بجيب باب السيارة الأمامي الأيسر، بالإضافة إلى وثائق المركبة من بينها رخصة سياقة خاصة بالمجني عليه صادرة عن دائرة البوني وبطاقة تعريفه الوطنية صادرة عن بلدية البوني وكذا دفتر عائلي، ليتم التعرف من خلالهم على هوية الضحية، ويتعلق الأمر بالمسمى “ز.م” من مواليد 28 أفريل 1975 بعنابة والمقيم بحي القمم بالبوني،
وبعد استكمال المعاينة الميدانية تم تحويل جثة الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة، وتكليف مصالح الطب الشرعي بتشريح الجثة لتحديد أسباب الوفاة، وبمباشرة التحريات الأولية تم سماع المسمى “ص.م.ص” الذي صرح بأنه بتاريخ وقوع الجريمة على حوالي الساعة التاسعة صباحا تلقى اتصالا هاتفيا من المجني عليه الذي سأله عن مكان تواجده، ولما أعلمه بأنه بالقرب من محطة القطار طلب منه التوجه إلى حي بوخضرة 03 ببلدية البوني وانتظاره بالمقهى المتعودين على الالتقاء بها، وبوصوله وجد الضحية في انتظاره على متن سيارته وكانت تبدو عليه علامات الغضب الشديد من صديقهم المسمى “ر.ع.ك” الذي لا يرد على اتصالاته الهاتفية، بسبب عدم وفائه بوعده بدفع تكاليف أداء العمرة،
مضيفا أن الضحية أعلمه بأنه تلقى اتصالا هاتفيا من وكالة الأسفار التي حجز لديها لأداء مناسك العمرة برفقة والدته أين أعلموه بأن التكاليف لم يتم دفعها إلى غاية اللحظة رغم تكليفه للمدعو “رع.ك” بدفعها، ليطلب المسمى “ص.م.ص” من المجني عليه انتظاره وذهب إلى مسكن المسمى “ر.ع.ك” الذي أخبره أنه سيلحق به بالمقهى وبعد حضوره طلب منه الضحية مرافقته إلى الوكالة السياحية بحي الصفصاف، وفي حدود الساعة الحادية عشر صباحا أجرى محادثة هاتفية مع المسمى “ر.ع.ك” للاستفسار عن تسوية الخلاف الحاصل بينهما فرد عليه بالإيجاب ولما طلب منه تسليم الهاتف إلى المجني عليه للحديث معه أخبره بأنه ذهب، ليتلقى بعدها بمدة زمنية اتصالا هاتفيا من صديق أخر “م.ف” وأعلمه بخبر وفاة المجني عليه.