يكتبه : خميسي غانم
ظل “الكور” العظيم لعقود طويلة من الزمن مفخرة حقيقية لسكان عنابة، وتصنف هذه الساحة كواحدة من أجمل الساحات في إفريقيا ولطالما كانت محل عناية ورعاية من كل المسؤولين الذين تعاقبوا على هذه الولاية فكان “الكور” العظيم تقلم أشجاره لتظهر كصورة ساحرة وينظف بالماء والصابون وتستعمل في ذلك الشاحنات الضاغطة وكانت تنمو فيه الأزهار أشكالا وألوانا غير أنه ومع الأسف ومع مرور الأيام لفه النسيان ولم يعد “الكور” بتلك الصحة والعافية التي كان عليها في سنوات السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات بعد أن اكتسحته كل مظاهر الترييف وسوء الأخلاق والآداب بداية من البيع العشوائي على طاولات الشاي وعربات الجر والله وحده يعلم ما يباع تحتها،
والغريب أن ساحة الثورة خاصة ليلا أصبحت تتعايش مع الشواذ الذين يتعاطون الجنس على الرصيف العام أمام مرأى ومسمع الجميع،
كما وجدت العاهرات والمومسات مساحة في هذه الساحة التي يرتادها العامة والزوار ووصل الأمر مؤخرا إلى المشادات والكلام الفاحش بين الرجال والنساء الشيء الذي أزعج الساكنة المحيطة بهذه الساحة والتي حكمت عليها الأقدار بأن تكون هناك، وتفاقم الوضع إلى درجة احتساء الرجال والنساء الخمر خاصة ليلا على كراسي هذه الساحة وأمام مرأى ومسمع الجميع،
الشيء الذي قد يعطي صورة وسمعة سيئة لهذه الساحة الشهيرة في الجزائ قد يجعل زوارها لا يشعرون بالأمن والأمان وراحة البال التي هي واحدة من حقوقهم، وعليه ف” الكور” العظيم اليوم أصبح في حاجة إلى تطهير مادي ومعنوي حتى يستعيد أناقته التي كان عليها وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أرفع صوتي لأهل الحل والربط في عنابة لأقول لهم أنقذوا ساحة الثورة قبل أن تضيع لأن سمعتها وشرفها من سمعة وشرف عنابة.