يكتبه: خميسي غانم
أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء أن البلاد تعرف فعلا نقلة نحو الجزائر الجديدة؛ جزائر لا تعترف بـ”تمجيد الأشخاص” على حساب المؤسسات، وفي هذا السياق كان الرئيس واضحا حين خاطب الوزراء مشددا على الامتناع نهائيا لكل استعمال مبالغ فيه لعبارات سياسية نمطية تُمجد الشخصيات عبر وسائل الإعلام، وتوحي بأن كل نشاط حكومي مهما كان نوعه هو بتوجيه من رئيس الجمهورية وهي ممارسة مع الأسف تحيلنا إلى حقبة يعمل الجزائريون على تخطيها ونسيانها وجعلها من الماضي.
وبالمناسبة تذكرت في تلك المرحلة أحد رؤساء بلديات ولاية عنابة الذي أشرف على تدشين حنفية عمومية في منطقة قروية وصرح حينها بأن هذا الإنجاز الكبير المتمثل في حنفية كان بتوجيهات مباشرة وفي إطار تطبيق برنامج رئيس الجمهورية، ومن غرائب ما حدث أن أحد المنتخبين في المجلس الولائي بعنابة وأثناء تدخله أمس، ناشد الرئيس تبون بإسم سكان عنابة التدخل والبحث عن حلول لأزمة حليب الأكياس بالولاية، وكأن رئيس الجمهورية الذي يتولى المهام الجسام في قيادات الدولة لا مشكلة له إلا حليب الأكياس في ولاية عنابة !! وهو الذي عمل ويعمل على ترسيخ ثقافة جديدة تؤسس إلى القطيعة مع ممارسات الماضي التي تعيد إلى أذهان الجزائريين حقبة مشينة من الماضي، لخصها البيان “شديد اللهجة” الذي تلى قيام البعض من المسؤولين في “جامعة باتنة1” بتكريمه بواسطة لوحة، ووصف المبادرة بالشخصية والمعزولة، وتبرأ عن طريق المديرية العامة للاتصال من هذا التصرف السيئ الذي لا يمت بصلة لطريقة تفكير السيد الرئيس ولا إلى التقاليد التي يعمل على ترسيخها منذ توليه رئاسة الجمهورية ضمن الجزائر الجديدة، والتي لا تعترف بعقلية التملق التي يحاول بعض المسؤولين ممارستها عبر بعض التصريحات التي في ظاهرها إشادة وفي باطنها تملق، والتي عبر الرئيس وبطريقة مباشرة عدم رضاه عنها البتة.