منال.ب
أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق سعيد شنقريحة، أن التحولات الجيوسياسية العميقة والتحديات الأمنية المعقدة التي يشهدها العالم اليوم، ليس في الحقيقة إلا بداية لتغيرات كبرى قادمة سيكون لها دون شك تأثيرات وتداعيات على جميع دول العالم دون استثناء.
وأكد الفريق، في كلمة توجيهية تابعها مستخدمو وحدات السلاح عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، خلال زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم أول أمس، أنه على ثقة تامة في قدرة بلادنا، تحت قيادة رئيس الجمهورية، على اجتياز بنجاح امتحان التكيف مع تداعيات وتأثيرات ما يشهده عالم اليوم من تحولات جيوسياسية عميقة.
مردفا “إن ما يشهده عالم اليوم من تحولات جيوسياسية عميقة وما يعرفه من تحديات أمنية معقدة، ليس، في الحقيقة، إلا بداية لتغيرات كبرى قادمة، سيكون لها دون شك تأثيرات وتداعيات على جميع دول العالم دون استثناء”.
وأضاف شقريحة “إننا في الجيش الوطني الشعبي لا نشك إطلاقا في قدرة بلادنا، تحت قيادة عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على اجتياز بنجاح امتحان التكيف مع هذه التداعيات والتأثيرات، لاسيما من خلال إعادة بناء اقتصاد وطني قوي وتحقيق المزيد من الأمن الغذائي، وكذا فيما يخص ترسيخ استقلالها الجيوإستراتيجي، كل ذلك من أجل المضي قدما في تقوية وتثبيت عرى الجزائر الجديدة”.
وحرص الفريق بهذه المناسبة على حث الشباب على الإيمان ببلادهم وبقدراتها، لاسيما في ظل هذه الظروف الخاصة، مؤكدا سعيه الحثيث لمواصلة فتح أبواب التنافس الشريف بين صفوة إطارات الجيش الوطني الشعبي وتمكين النخبة منهم من تحمل المسؤوليات في كافة مناحي المهنة العسكرية، وعلى كل المستويات القيادية.
وخلال زيارة عمل وتفتيش إلى الناحية العسكرية الأولى بالبليدة، أمس قال الفريق شنقريحة إن معركة اليوم صعبة لأننا نعيش في زمن تسارعت فيه الأحداث واختلطت فيه المفاهيم وذابت فيه القيم والمبادئ.
وتابع في السياق نفسه بالقول :” الخيانة أصبحت وجهة نظر وخذلان الصديق في وقت الضيق نباهة والاستقواء بالعدو على الأخ والشقيق سياسة حكيمة، فما كان مذموما مرفوضا بالأمس القريب أصبح اليوم مقبولا بل مستحب”.
وأكد أن لكل جيل من الأجيال معركته، قائلا: “إذا كانت معركة أجدادكم وآباءكم هي تحرير الأرض من براثن الاستعمار وإذا كانت معركة زملائكم وإخوانكم هي التصدي لآفة الإرهاب الهمجي فإن معركتكم أنتم شباب الجيش ومن خلالكم شباب الجزائر قاطبة هي مواصلة المسير والحفاظ على استقلال الوطن وسيادته وهي معركة وعي بامتياز”.
وأضاف: “معركة الوعي هي أخطر المعارك على الإطلاق لأنها تتعلق بمستويات غير مادية كالفكرة والقيم وميدانها الفضاء الافتراضي والمعرفي أين تستخدم فيه أسلحة غير تقليدية ولأن العدو فيها غير مرئي في الكثير من الأحيان ويملك من وسائل التأثير على الوعي الفردي والجماعي ما يصعب مجابهته والتصدي له في ظل عولمة كاسحة جارفة”.
ودعا الفريق شنقريحة شباب الجيش إلى فهم تحديات هذه المعركة الصعبة وخباياها، مع ضرورة الاستعداد لها جيدا عبر التسلح بالوعي الدائم والعلم النافع والعمل المخلص وكذا من خلال العمل ليلا ونهارا على حشد كل الإمكانيات المتوفرة ورص الصفوف من أجل كسب هذه المعركة الخطيرة ورفع تحدياتها والقدرة على المواجهة العازمة لكل أشكالها العسكرية والنفسية.