الفنان حمدي عميرات: “تأثرت بصوت والدتي وشجعني شيوخا كبار”

 

حاورته : سلوى لميس مسعي

لم يكن الفنان حمدي عميرات يتصور أن تلك الدندنات المسائية على شرفة بيته ستكون سببا في شهرة فنية وقبول واسع، ففي لحظة اجتمعت فيها الموهبة بالصوت الشجي وتقاسمت فيها نسمات الهواء العليل حشرجاته الخجولة، كونت شخصية واثقة مما تسمع من موسيقى ومما تتلقى من معلومات.

انطلقت رحلته في البداية داخل أحضان الأسرة حيث كانت والدته في كل مرة تشغل فيها الراديو، تفتح نافذة على تصاعد هذه الموهبة في سماء صوت فيروز وعبد الحليم ومحمد عبد الوهاب، لتتداعى روح هذا الفنان بميولاتها التراثية نحو الشيخة الريميتي والشاعر لخضر بن خلوف .

في البداية نصحه الموسيقي المعلم مصطفى جفافلية أن يكون صوته من خلال دراسة الموسيقى ومتابعة جديدها فرافقه إلى الأعراس والسهرات الغنائية بين شيوخ الأغنية الشعبية، ليجد حمدي نفسه حاملا آلته المفضلة الموندول وذاهبا إلى أبعد حتى مما تصور هو نفسه.

لقد سمحت له بعض الجولات التي نشطها رفقة فنانين من عنابة على غرار شيخ المدينة الفقيد ابراهيم باي بأن يلفه نور الموهبة، ويلحفه وهج الاحترافية خاصة عندما التقى بالفنان القدوة الشيخ القبي وغنى معه بولايتي المدية وقالمة سنة 2019.

مع مرور الوقت ازداد الطلب على شاب من عنابة لايزال في ريعان شبابه لكنه يتعامل مع القصيدة تعامل الكبار، فلقد حفظ أغلب القصائد الشعبية المغناة كما حفظ أجزاء من المعلقات وتناول السير وعلم الحروف والأرقام ، لحنا وكلمة ليبدع فيما بعد في أدائها جماعة أو منفردا .

لاقى صوته استحسان مستمعيه في أغلب الولايات التي زارها، وشاع صوته في المحروسة ليشكل بذلك انطلاقته وبصمته مؤمنا بالجيل الجديد، ذلك الجيل الذي يتوسط جيلا عبقريا بأصله وثباته وجيلا عصرن الأغنية الشعبية في محاولة لتوسيع رقعة “المريدين” .

إن حمدي عميرات، وهو من جيل الثمانينات أصيل مدينة عنابة تمكن خلال فترة وجيزة من  إيصال صوته إلى مختلف الأجيال ويقنعها، فهو إلى جانب موهبته في الغناء يملك ذاكرة غنائية سببها انطلاقته الفنية الصحيحة من خلال عائلته التي شجعته على المعرفة والقراءة والبحث والتنقيب، فهو وليد بيئة مشجعة على خوض غمار عالم الفن وأصوله.

وفي سياق حديثنا مع هذا الفنان انتقد عميرات الواقع الفني في عنابة، وأكد أن شيوخ المدينة على رأسهم الفنان الفقيد ابراهيم باي، الذي وصفه بالأيقونة الضائعة بين أيادي غادرة ليستطرد متذكرا أياما خلت جمعته بالمرحوم، حيث غنيا معا في عدة مناسبات منها مهرجان الأغنية الحضرية بمسرح عنابة .

وأضاف أن الأخير عاش مضطهدا بعد عزله بطريقة عشوائية عن وسطه الفني، مشيرا إلى نقل عائلة الفنان إلى حي بوزعرورة ضمن صيغة السكن الاجتماعي.

وأثار المتحدث في سياق حديثه عدة نقاط سوداء تتعلق بالسياسة الثقافية في المدينة، على رأسها تهميش الطبقة المثقفة وعزلها عن مختلف التظاهرات، وطمس هويته الفنية وعدم إشراكه  كرأي في مختلف المتغيرات على مستوى الولاية، خاصة فيما يتعلق بالقطاع الثقافي على المستوى المحلي ، كما انتقد البرامج الثقافية  التي تنظم على مستوى المؤسسات الثقافية والشبانية،  وقال أنها محاطة بلبس كبير يطرح عدة أسئلة حول مستوى المسؤولين أنفسهم ومعرفتهم وقربهم من الطبقة المثقفة.

وحول برنامجه وجولاته أكد أنه بصدد التحضير لجولة فنية تشمل بعض الولايات ، كما ينتظر مواعيد لتسجيلات تلفزية مع عدد من القنوات  الخاصة .

مقالات ذات صلة

قسنطينة تحتضن الطبعة الـ11 لمهرجان الإنشاد الدولي

sarih_auteur

رسميا.. إطلاق تطبيق “اكتشف الجزائر”

sarih_auteur

اليونسكو تضم 11 موقعا تراثيا جزائريا جديدا

sarih_auteur