ابتسام بلبل
قال الدكتور الأكاديمي والمحلل السياسي، مصطفى بورزامة، أن الكيان الصهيوني يعتبر الجزائر “دولة محورية” في المغرب العربي وتشكل مانعا من تعميق تغلغله في المنطقة، لذا يعمل على توظيف المغرب من أجل “إضعافها”، ويحاول مؤخرا توظيف تونس وخلق الفوضى في ليبيا ودول الساحل الإفريقي.
وفي تعليقه على تصريحات الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل، نورالدين الطبوبي، حول وجود مخططات تستهدف تونس لجرها للتطبيع ولمحاصرة الجزائر، قال بورزامة، أن “الكيان الصهيوني يعتبر الجزائر دولة محورية في المغرب العربي، وأنها بتراثها الثوري وعقيدتها تشكل مانعا يعيق التغلغل الإسرائيلي في المنطقة، وعليه فهي تحاول توظيف الدول المجاورة لإنهاك البنية الجزائرية وإضعافها وإرضاخها للمخططات الصهيونية على غرار توظيفها للمغرب، وخلق أزمات في تونس، وليبيا ودول الساحل.
وأضاف بورزامة، أن ” إسرائيل تعمل -بطريقة غير مباشرة- على دعم بعض الأطراف في ليبيا وبعض القوى في تونس لتطويق الجزائر وإنهاكها في مشاكل إقليمية، وتحاول تعزيز تواجدها في دول الساحل الإفريقي لتعزيز هذا التوجه، وكل ذلك سيتم بالتنسيق مع المغرب”.
وتابع محدثنا: ” إن الهجوم المسلح الأخير الذي وقع في العاصمة الليبية طرابلس والذي نفذته بعض الجماعات المسلحة، كان بايعاز من إسرائيل، في محاولة لخلق الفوضى على مستوى ليبيا وعلى حدود الجزائر”.
وقال المحلل السياسي بالقول: “كما أن ما يحدث في تونس، وهي الأزمة التي خلقها _على حد قوله_ الرئيس التونسي، قيس سعيد، في خضم خروجه عن ما يسمى بالشرعية الانتخابية، يأتي ضمن مخطط مبرمج تزامنا مع الأزمة الاسبانية الجزائرية ومع نظام المخزن الذي يتواجد به الكيان الصهيوني بإيعاز من المغرب من أجل الضغط وإرضاح الجزائر للمخططات الصهيونية، وهو ما توضحه دوريا دراسات صادرة عن المؤسسات الإسرائيلية والتي تشير إلى متابعة حثيثة لما يجري في المغرب العربي”.
واستطرد بالقول: ” ما يحدث في تونس مخطط له بشكل كبير وممنهج وله بعد استراتيجي، ولكن الجزائر قيادة وشعبا تدرك تماما أن هذه الأزمة يجب أن تحاط وهو ما رأيناه فعلا، وتبرزه الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية والجالية بالخارج رمطان لعمارة، الذي حمل رسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى نظيره التونسي قيس سعيد، لكي يؤكد له أن الجزائر تقف مع تونس في كل أزماتها لكن هناك بعض النقاط للتفاهم من بينها الرفض التام لتواجد الكيان الصهيوني في شمال إفريقيا”.
وبشأن المناورات التي شارك فيها الاحتلال الصهيوني بالأراضي المغربية مؤخرا والموسومة بـ”مناورات الأسد” ، قال المحلل السياسي، أنها “تأكد التخطيط لشيء كبير جدا، وهناك بعض الأشياء التي حدثت على مستوى المغرب”، مشيرا إلى التسريبات التي تحدثت عن بعض المخابر لصناعة الأسلحة الكيماوية على الحدود مع الجزائر، وهي معلومات تداولتها بعض وسائل الإعلام المتخصصة، إلى جانب وجود قناة إسرائيلية في المغرب، وهو ما يؤكد فعلا أن هناك ما يحاك في الخفاء، مستبعدا حدوث صدام مسلح مع الجزائر لأنهم يدركون تماما قوة الجيش الجزائري في الوقت الراهن.
ووصف المحلل السياسي، مصطفى بورزامة، هذه المناورات بـ “مناورات القط”، مشيرا إلى أنها “مجرد استعراض عضلات من خلال الكيان الصهيوني وعن طريق الولايات المتحدة”، واستطرد بالقول بالقول: ” “مناورات المغرب على الحدود سبقتها مناورات أخرى للجيش الجزائري وهم يدركون تمام الإدراك قوة الجيش الجزائري”.
ويرى بورزامة، أن “المستقبل ينطوي على احتمالات تزايد “الاحتكاك المباشر وغير المباشر” بين الجزائر وإسرائيل بخاصة في الجوانب الأمنية وقضايا الأقليات والعلاقات مع إفريقيا”.
وفي خضم هذه التطورات، أكد المحلل السياسي مصطفى بورزامة، أن “الجزائر كدولة، شعبا وجيشا تدرك أن الأمر ليس سهلا، ولكن القيادة العليا تجري تحضيرات كبيرة وتخطيطات من أجل درء كل الهجومات عن الجزائر”.
هذا وتشارك قوات الاحتلال الإسرائيلي للمرة الأولى في مناورات “الأسد الإفريقي” للسنة الجارية والتي انطلقت بالمغرب في 20 جوان الجاري، ما يعكس درجة التعاون المتنامي بين المملكة المغربية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، اللذين وقعا العديد من الاتفاقيات منذ استئنافهما العلاقات الدبلوماسية في خطوة غير مسبوقة، حيث تم نشر قوات الاحتلال بشكل رسمي بالمنطقة برعاية مغربية.