ابتسام بلبل
يرى المحلل السياسي عبد الرحمان بوشريط، أن الزيارة التي شرع فيها رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة أمس، إلى الجزائر على رأس وفد هام يضم عددا من الوزراء وقادة أمنيين، تدل على “أن الأزمة الليبية لا تجد سبيلا إلى الحل دون تدخل الجزائر، التي اكتسبت رصيد حسبه رصيدا كبيرا في قلوب الليبيين الذين يسعون للخروج من هذه الأزمة”.
وأكد بوشريط لـ”الصريح” أن هناك متابعة مكثفة ومنهجية من طرف الدبلوماسية الجزائرية تجاه القضية الليبية، مؤكدا أن مكانة الجزائر تزداد دعما وحظا في أن تكون مفتاح الحل في ليبيا والذي يعتبر حسب المتحدث الأكثر واقعية والأكثر قبولا من طرف الفرقاء الليبيين.
وقال محدثنا أن هذه الزيارة بحسب تركيبتها وتشكيلتها زيارة نوعية، الخط المباشر بين الجزائر وليبيا لم ينقطع مشيرا إلى الزيارة التي قامت بها رئيسة وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، وتابع بالقول “أن هذه الزيارة إن دلت على شيء فهي تدل على ” حيادية الموقف الجزائري ورغبته الصادقة في الخروج بليبيا من هذه الأزمة، وهو موقف صارم الذي يحترم الشرعية الدولية ويلتزم بالمواثيق الأممية وخاصة اللجوء إلى الآليات الديمقراطية في حل الأزمة وإجراء الاستفتاء الذي تسعى بعض الجهات المعروفة لإعاقته، ولازال المشير حفتر يسعى إلى قلب الطاولة على كل من يسعى إلى تنظيمه استفتاء ويعطي للشعب الليبي حق الاختيار السلطة التي تسيره.
كما يدل على أن الليبيين أضحوا يجدون في العاصمة الجزائر وفي المسؤولين الجزائريين الملاذ الأخير لحل الأزمة، مضيفا أن استقبال الدبيبة يوم أمس يعزز الموقف الجزائري موقف مجلس الدولة الليبي الذي اعتبر أن تزكية باشاغا كانت متسرعة، إضافة إلى إعلان الأمم المتحدة أنها ما زالت تعترف بحكومة الدبيبة، حسب المحلل السياسي عبد الرحمان بوشريط.
ويحمل اللقاء أيضا منحى سياسيا يؤكد رفض الجزائر تهميشها في رسم المسارات في ليبيا، ومحاولات الانفراد بذلك من بعض الدول الإقليمية وملدولية، خاصة وأن الجزائر تؤكد دائما أنه لن يُنفَّذ أي حل في ليبيا دون إشراكها، كما أن استقبال الدبيبة أمس يعني بالأساس تمسك الجزائر بشرعية الاتفاق السياسي الذي يؤكد أن الحكومة المؤقتة تسلم منصبها لحكومة منتخبة، وطبعا ما كان متفقا عليه ألّا يسلّم الدبيبة السلطة إلا لحكومة منتخبة”.
وأضاف أن الجزائر ترفض تحريف المسارات المتفق عليها لحل الأزمة الليبية، ولا تقبل فتح الباب للفوضى وإعادة خلط الأوراق ونسف كل الجهود السابقة”، مشيرا إلى أن “المقاربة الجزائرية متمسكة بإجراء الانتخابات متى توافرت لها الظروف السياسية والتقنية اللازمة، وبأن الحلول يجب أن تكون ليبية – ليبية دون أجندات أجنبية “.