المدير العام لمركب سيدار الحجار، لطفي مانع لـ”الصريح”: بعث وحدات جديدة في إطار الاستثمار في العقار غير المستغل سيخلق الثروة ويفتح أبواب التوظيف

حاورته:  ابتسام بلبل

أطلق مركب سيدار الحجار بعنابة، مخطط استثمار موزع على مرحلتين بهدف تحقيق النوعية والكمية والعودة بقوة إلى الساحة، وهو الأمل الذي أكد المدير العام لمركب سيدار الحجار، لطفي كمال مانع، في اللقاء الذي جمعه بـ “الصريح” أنه سيتحقق بانتهاء المرحلة الثانية من المخطط التي يعتمد عليها كثيرا في تمويل الإنتاج والاستثمارات وخلق مناصب عمل جديدة، وتسديد الرواتب والديون العالقة وهي المرحلة التي يقع ثقل تجسيدها ودعمها على عاتق الجهات الوصية لمساعدة المركب على النهوض والرفع من حجم صادراته إلى الخارج وإعادة بعث “عملاق الحديد والصلب”، وتمكينه من الإسهام الفعلي في دفع عجلة الاقتصاد الوطني وتحسين مؤشرات النمو الاقتصادي.

  • أين وصل مخطط مركب”سيدار الحجار” للاستثمار؟


“مخطط مركب “سيدار الحجار”، للاستثمار، موزّع على مرحلتين، الأولى المتعلقة بالمادة الأولية والفرن العالي تجسدت وأتت بنتائج إيجابية واليوم ننتظر تجسيد برنامج المرحلة الثانية، وننتظر في الوقت نفسه تدخل السلطات لإعطائنا الدفع والمساعدة، من أجل تجسيد المرحلة الثانية، التي من شأنها أن تساعدنا على تحقيق النوعية والكمية، والعودة بقوة إلى الساحة، خاصة وأن إنتاجنا للمواد المسطحة، بحاجة إلى دعم قوي من الجهات الوصية”.

“كما أذكر أننا قمنا بتحيين الدراسة والمخطط، وقدمناه للمسؤول الأول، ونحن في انتظار الإجابة التي نأمل أن تكون إيجابية لأن هذا هو منفذنا، لأجل تحسين نتائجنا، وقد تجاوزنا المرحلة الأولى بنجاح، فيما ننتظر دعم السلطات، لتحرير المرحلة الثانية الخاصة بالتطوير التكنولوجي لإنتاج المنتجات النهائية كاللفائف، بهدف تحقيق نتائج إيجابية والرفع من القدرات الإنتاجية، لأنه من غير المعقول أن نبقى نعمل وفق  مخطط المرحلة الأولى ونعتمد فقط على الفرن العالي وتحضير المواد الأولية والتلبيد، لأن الفرن العالي يعطينا مادة سائلة، لا نستطيع حفظها، وهو ما يستوجب إعادة الاعتبار للفرن العالي وتجديد المفولذات الأوكسجينية حتى يمكنها استيعاب حديد الزهر المنتج في الفرن العالي، وهذا ما سيسمح باستثمار ما حُقق في المرحلة الأولى والرفع من القدرات الإنتاجية بهدف المنافسة بقوة، وإن لم يجسد مخطط المرحلة الثانية، ستبقى القدرة الإنتاجية، منخفضة، ولن يتمكن المركب من تمويل الإنتاج وتسديد الديون العالقة، خاصة وأن هناك التزامات متعلقة بدفع مستحقات الديون، وللأسف “لا يمكن العمل بالمرحلة الأولى دون إتمام المرحلة الثانية، باتخاذ بعض الإجراءات لتحديث مخطط التطوير من أجل الرفع من حجم الإنتاج وتحسين النوعية وتنويع المنتجات النهائية”.

“وهنا يمكن أن نقول أن هذه المرحلة طالت، ولكن أؤكد أن هناك أمل في السلطات للمرافقة وفي الأيام القليلة القادمة سيكون الانطلاق في هذا المشروع وتحقيق حلم العمال، ليبقى مركب الحجار قاطرة في المواد التي ينتجها”.

لا يمكن العمل بالمرحلة الأولى من مخطط الاستثمار دون إتمام المرحلة الثانية المتعلقة بتحديث مخططالتطوير
  • مؤكد أن لديكم رؤية للعودة بـ“عملاق الحديد والصلب” ؟

“أكيد.. حينما ننتهي من المرحلة الثانية، التي نعتمد عليها كثيرا في تمويل استثمار جديد، وهنا أؤكد على ضرورة اعتماد رؤية جديدة، مبنية على الانتقال التكنولوجي والطاقوي، فنحن نملك الغاز الطبيعي كمورد طبيعي وطاقوي مهم، ولكن يجب السعي لتطويره، بدل تواصل اعتمادنا على الطريقة الكلاسيكية القديمة، لذا يجب أن نفكر من الآن في التحوّل والانتقال إلى التكنولوجيا، لأجل التقليص من فاتورة النفقات والتكاليف، خاصة المتعلقة بفحم “الكوك” دون الحديث عن ارتفاع سعره في الأسواق الدولية في كل مرة خاصة في الوقت الراهن وما تخلفه آثار الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث وصل مؤخرا سعر الطن الواحد إلى 850 دولارا، فيما كان ثمنه في وقت سابق لا يتجاوز 300 دولار”.

“وهنا أود القول أن الأيام القليلة القادمة ستحمل الجديد، وكل ما تعلق بمخطط الاستثمار في المرحلة الثانية وقد تلقينا تطمينات من المديرية العامة لمجمع “ايميتال” ومجمع سيدار”.

“كما أن أملنا كبير بدعم الجهات الوصية للمركب بالتكنولوجيا المتطورة كتلك التي يحوزها مركبي “توسيالي” بوهران و”بلارة” بجيجل، حيث يعملون بتكنولوجيا متطورة، وسيمكن اقتناء تجهيزات تكنولوجية حديثة بتشغيله وتأمينه والتحكم عن بعد، كما ستسهم عملية دعمه بتقنية الاختزال المباشر وهي تقنية فائقة التطور والتي تتميز بإنتاج حديد مختزل ذي جودة عالية في خفض كلفة الإنتاج من خلال توفير الطاقة والحفاظ على البيئة وفق عملية موفرة للطاقة بالاعتماد على الغاز الطبيعي، كما ستدفع بالمركب لاستعادة مكانته في السوق الوطنية والتمركز جهويا ودوليا، لذا أجدد طلبي للسلطات للمساعدة وعدم التعلق بمادة فحم “الكوك” ليستمر المركب في العمل بطريقة مستمرة، خاصة وأن فحم “الكوك” تشهد أسعاره ارتفاعا في السوق الدولية وأحيانا مفقود”.

نعول على السلطات في دعم مركب الحجار بالتقنيات الجديدة الذي سينقلنا إلى مرحلة جديدة وفق المعايير الدولية
  • لو نتحدث عن الوضع القائم والديون والوضعية المالية الحالية للمركب؟

 

“كما يعلم العام والخاص أن الوضعية المالية صعبة، وبالحديث عن المديونية، فإن أغلبها مورث منذ عهد الشريك الهندي “أرسلورميتال” والجزء الآخر هو حصيلة للخمس سنوات الأخيرة، وهو ما وضعنا أمام وضعية حرجة خاصة مع ممونينا بالمادة الأولية التي تفوق حاليا 30 مليار دينار، وهو ما دفعنا للاستنجاد بالجهات الوصية، وفعلا استجابت ونظمت مؤخرا عدة زيارات من طرف وزير الصناعة، والوزير الأول ووقفوا على واقع مركب الحجار، وتأكدوا بأنه قادر على العودة رغم الظروف المحيطة به خاصة المديونية الكبيرة وأملنا وثقتنا كبيرة في الجهات الوصية، كما أؤكد أن مركب “سيدار الحجار”، سيتمكن من تمويل وإنتاج ودفع رواتب العمال وتسديد فواتير الممولين من مداخيله، والتي تقع مسؤوليتها على إدارة المجمع، وهو ما يتطلب النظر إلى الأمام للدفع بالإنتاج دون نسيان الديون الثقيلة والتي سيتم التغلب عليها مع الوقت، وأوضح بالقول “مركب الحجار لم يمت ولن يموت برحيل الشريك الهندي”.

“أما في ما يتعلق بسؤالك حول الخطة المتبعة لمعالجة المديونية، فإنه مرتبط بإطلاق المخطط الثاني من الاستثمار وهو الذي يعول عليه للتخلص من الديون، وللأسف وتيرة العمل الحالية ليست الوتيرة الملائمة للمركب، لكن بتجديد الوحدات سيعود المركب للعمل بقوة ولن يكون حل دون ذلك”.

“مركب الحجار لم يمت ولن يموت برحيل الشريك الهندي”
  • ما هو الهدف المسطر لتصدير المنتجات للأسواق العالمية والدول المحددة كوجهة لصادراته؟

“لقد وضعنا مخططا سنويا للتصدير نحو عدة بلدان، خاصة وأن السنوات الماضية مع جائحة كورونا أبطأت الوتيرة، لذا وضعنا ضمن أولوياتنا تغطية احتياجات السوق الوطنية من الحديد وكذا تلبية جميع الطلبيات لتجسيد مختلف المشاريع على أن يتم تخصيص الفائض من الإنتاج للتصدير وهو التوجه الذي تسعى إلى تحقيقه الجزائر من خلال تنويع صادراتها خارج المحروقات، وهنا أشير أن المركب يصدر المنتجات المسطحة وشبه المنتهية والمنتجات الثانوية لعدة وجهات من بينها دول إفريقية التي تعد وجهة جديدة  للمركب خاصة دولة النيجر، فرنسا، اسبانيا، تركيا، الهند، وأمريكا اللاتينية، والآن يتم أيضا التصدير وبكميات كبيرة نحو ايطاليا”.

“وفي مخطط صادراتنا، شرعنا في تصدير الشحنات الأولى من المنتجات الحديدية المبرمجة ضمن الثلاثي الأول من السنة الجارية 2022 والتي تقدر بحوالي 18 ألف طن وهو عكس البرنامج المسطر والذي كان محددا بـ 25 ألف طن نحو إيطاليا وإسبانيا وتركيا والنيجر ومصر وتونس وسوريا ولبنان، وخلال عام 2021، صدر المركب 150 ألف طن من المنتجات الحديدية من إجمالي إنتاج يزيد عن 500 ألف طن من المنتجات الحديدية الطويلة والمسطحة والأنابيب غير الملحومة وقضبان التسليح وغيرها من المنتجات الصناعية وشبه الصناعية المعدة للاستغلال الصناعي”.

المركب يصدر منتجاته حاليا وبكميات كبيرة نحو ايطاليا
ضمن أولوياتنا تغطية احتياجات السوق الوطنية من الحديد وتلبية جميع الطلبيات لتجسيد مختلف المشاريع
  • هل المركب  بحاجة إلى عمليات دعم وتجديد بشرية ؟

“لقد استعانت إدارة المجمع بالمتقاعدين لتكوين الموظفين الجدد وإيصال خبرتهم، وهنا أذكر أيضا بأن مركب”سيدار الحجار”، قام بإدماج من سنة 2016 إلى سنة 2018 ما يقارب 2000 عامل والذين كان من الواجب إخضاعهم للتكوين حسب الاختصاصات خاصة وأن بعض الفروع غير متوفرة، لذا قمنا باستقدام العمال القدامى للاستفادة من خبرتهم ونقلها للعمال الجدد، فالتجديد من دور المركب، حيث وضعنا برنامج لتكوين العاملين حسب الاختصاصات”، أما فيما يتعلق بعدد العمال فهو كاف ولا يحتاج المركب إلى المزيد من العمال في الوقت الحالي، وهدفنا الآن الاحتفاظ بالموارد البشرية وتكوينها وترقيتها لتقوم بدورها على أكمل وجه، كما أشير هنا أن المركب يشغل ما يزيد عن 5900عامل”.

“كما وضعت منذ قدومي على رأس إدارة المركب الذي عانى طيلة السنوات الماضية بسبب الخسائر التي تكبدها جراء الشراكة مع المتعامل الهندي، تحقيق الاستقرار وضمان الحفاظ على مناصب العمل وضخ أجور العمال وهو ما تحقق”.

هدفنا الحفاظ على الاستقرار وضمان الحفاظ على مناصب العمل وضخ أجور العمال وتسديد الديون
  • كم يبلغ حجم النفايات الحديدية غير القابلة للاسترجاع والاستغلال؟

“بالحديث عن النفايات المتواجدة بمحيط مركب “سيدار الحجار”، أود أن وضح أن هناك نوعان من النفايات، الصنف الأول يستغل وهو عبارة عن حديد من مخلفات دورة الإنتاج، وقد شُرع فعليا في استرجاع النفايات الحديدية القابلة للاستغلال بالعملية الإنتاجية لمركب الحجار، من صفائح وقطع حديدية تمثل هيكل الفرن العالي رقم واحد، الذي تقرر وضعه خارج الخدمة كونه لم يعد قابلا للاستغلال منذ سنوات، ويمثل هيكل الفرن العالي رقم “1 “، نحو 20 ألف طن من النفايات الحديدية القابلة للاسترجاع بالمركب، وسيتم استغلالها وفق الإجراءات القانونية المعمول بها في هذا الإطار، وبعد استكمال عملية الهدم سيتم استرجاع ما يقارب 3.6 هكتارات”، كما أشير إلى أن عملية تفكيك الفرن العالي رقم واحد معقدة لأن هناك أعضاء مشتركة بين الفرن العالي رقم 1 و02 وهي بذلك عملية حساسة وبعد انتهاء العملية سنرى إن كان يمكن وضع ورشة أخرى هناك مستقبلا”.

“أما الصنف الثاني غير قابل للاستغلال من طرف المركب وهي النفايات التي تخرج يوميا وهي أيضا من مخلفات الإنتاج والتي يملك منها المجمع كميات معتبرة، وتوجه النفايات الحديدية غير القابلة للاسترجاع بالمركب إلى إعادة الاستغلال خارج المصنع، لتموين عدة فروع من النشاطات، ويتم ذلك عن طريق تحويل هذه النفايات إلى مواد أولية، قابلة لإعادة الاستخدام في الأشغال العمومية، ونشاطات صناعية وتحويلية أخرى، وقد أعلنت إدارة المركب عن عملية بيع هذه النفايات، بعد تحديد دفاتر الشروط وفق القوانين المعمول بها في هذا الإطار، فيما قدم عدة متعاملين اقتصاديين محليين ووطنيين ينشطون في مجال الاسترجاع ومعالجة النفايات الحديدية قد عبروا عن رغبتهم في اقتنائها”.

  •  تفعيل نشاطات الاسترجاع من تطهير فضاءات عقارية بالمحيط الصناعي هل سيمكن من بعث نشاطات صناعية فرعية؟

“المداخيل التي توفرها النفايات الحديدية لفائدة المؤسسة لا يمكن أن نجزم بأنها ستساهم في تقليص المديونية، لأنه لا يمكن الاعتماد عليها، فيما سيمكن تفعيل نشاطات الاسترجاع من تطهير فضاءات عقارية بالمحيط الصناعي، ونأمل أن تمكن من بعث نشاطات صناعية فرعية  والتي من خلالها سيتم خلق مناصب شغل وتعود بالفائدة أيضا على الجزائر ككل، وهنا يجب أن أذكر أن مركب سيدار الحجار يتربع على مساحة أكثر من 900 هكتار من بينها مساحات تابعة لمجمع سيدار وبعضها غير مستعمل”.

تفعيل نشاطات الاسترجاع سيمكن من تطهير فضاءات عقارية بالمحيط الصناعي وبعث نشاطات صناعية فرعية
  • كلمة أخيرة نختم بها حوارنا

“أجدد القول أنه لدينا كامل الثقة في مستقبل مركب”سيدار حجار”، سواء من جهة السلطات العمومية أو من حيث نشاطه، ومقتنعون بأن السلطات ستقف إلى جانبنا وستدعمنا، لإعادة بعث نشاط المركب وإعادته إلى الساحة بقوة، كما أود التنويه بالمساندة القوية للرئيس المدير العام لمجمع “إيميتال”، دون أن ننسى الرئيس المدير العام لمجمع سيدار ورئيس مجلس إدارة مؤسستنا، والدور الكبير الذي يلعبه الشريك الاجتماعي في خلق الاستقرار داخل المؤسسة، وكذا ما يقدمه العمال من جهود للنهوض بالمركب”.

مقالات ذات صلة

تعيين سفير جديد للجزائر في هذه الدولة

سارة معمري

قريبا.. إقتناء عتاد النقل السككي بمختلف أنواعه

سارة معمري

تنصيب الرئيس المدير العام الجديد لمجمع سوناريم

سارة معمري