بقلم: خميسي غانم
أعرف الكثير من الولاة ورؤساء الدوائر والمديرين التنفيذيين ومسؤولين في مختلف القطاعات جاؤوا إلى عنابة بتكليف من السلطات العليا في البلاد التي وضعت فيهم الثقة لإدارة الشأن العام في هذه الولاية الرابعة على المستوى الوطني.
وأعرف أن الكثير من هؤلاء الولاة والمسؤولين الذين جاؤوا إلى عنابة على سبيل تكليف بمهمة أصبحت إقامتهم دائمة واستحسنوا النسيج الاجتماعي لهذه الولاية المعروف بتقبل الآخر، وبثقافة التسامح التي اكتسبها العنابي على مدار قرون من الزمن.
وبحكم هذه المعطيات أصبح لهؤلاء المسؤولين ممتلكات في ترقيات عقارية راقية، وعقارات في أرقى الأحياء، وهذا من حقهم مادامت صفة المواطنة تمنحهم التمتع بهذا الامتياز، ولكن أن الكثير من هؤلاء المسؤولين الذين جاؤوا إلى عنابة على سبيل أداء الواجب والقيام بمهمة ومع الأسف لم يقدموا إضافات تذكر لهم في قطاعاتهم، وحتى تساعدهم على إقامة مريحة بعد أن أنهيت مهامهم أو أحيلوا على التقاعد، قلت أن الكثير من هؤلاء لم يتركوا بصماتهم في هذه الولاية، ولا يذكرون بين المستخدمين الذين عملوا إلى جانبهم إلا بفترات الفراغ والفشل في إدارة الأمور والتسبب في فوضى العمران والتعمير، والمساهمة في تدهور الإطار المعيشي للمواطن وعدم التكفل بالبيئة وبواقع التهيئة، وغض الطرف عن التجارة الفوضوية والبناءات خارج القانون.
ومع هذا فقصة العشق التي ربطت هؤلاء المسؤولين بعنابة جعلتهم يقيمون فيها رغم الحالة الكارثية التي آلت إليها هذه الولاية منذ عقود وجعلتها تقريبا غير صالحة للحياة والمعيشة، ويا حسرة على عنابة زمن الستينات والسبعينات إلى غاية منتصف الثمانينات وللقصة بقية.