أصابع الاتهام توجه إلى البلديات ومديرية الصحة
لمين موساوي
اكتسح الناموس في الآونة الأخيرة التجمعات العمرانية بالبلديات الكبرى بولاية عنابة، الأمر الذي أصبح حديث العامة متسائلين عن هذا الانتشار الكبير للحشرة المعجزة في وقت لم يطرق فصل الصيف أبوابه بعد.
منذ عقد من الزمن أصبحت بلديات عنابة الكبرى على غرار الحجار، البوني وسيدي عمار تلقب بعواصم الناموس أو مدن الباعوض، وهي نتيجة حتمية بالنظر إلى واقع أغلب الأحياء والتجمعات العمرانية بهذه البلديات التي تطوقها الحشائش الضارة وتملأ أقبية العمارات المياه القذرة التي كثيرا ما تتسرب للشوارع مكونة المياه الراكدة، مما ساعد على تكاثر هذه الحشرات الناقلة للأمراض بفعل لسعاتها التي تسبب إنتفاخات واحمرار.
ناهيك على أنها أصبحت تكبد ميزانية إضافية للمواطنين بسبب اقتناء مبيدات الحشرات، وعلى سبيل المثال لا حصر أحياء السهل الغربي وهي المنطقة التي تعاني طيلة أيام السنة من ويلات هذه الحشرة بفعل نقص الإجراءات والتدابير التي يفترض أن تتخذها بلدية عنابة ممثلة في مديرية البيئة والمحيط بالتنسيق مع مديرية الصحة، مما جعل كل إجراءات مكافحتها تبوء بالفشل، بما فيها غلق النوافذ في فصل الصيف الحار.
ومع ذلك لم تخصص بلدية عنابة بعد اجتماعا لدراسة الحلول واتخاذ التدابير الأزمة لمواجهة الوضع البيئي المتردي عامة وتطويق نطاق انتشار الحشرات الضارة بصفة خاصة ولو في الوقت البدل الضائع، فمكافحة الباعوض يفترض أن تكون بداية من شهر فيفري أثناء مرحلة التفقيص مما يجعل استئصال الناموس في هذا الوقت مجرد معركة في الوقت البدل الضائع.
وفي السياق، يطالب سكان الولاية تدخل مصالح البلديات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل حلول فصل الصيف، وإعادة الوضع البيئي إلى سلامته، وعسى أن تستدرك البلديات ذلك في الموسم القادم.