بوتين يوجّه دعوة للرئيس تبـون لزيارة موسكو
منال.ب
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، على ضرورة العمل المشترك بين الجزائر وروسيا وإعطائه طابعا أكثر استراتيجية من خلال التوقيع على وثيقة جديدة ستكون أساسا للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأعلن لافروف في تصريح له عقب لقائه برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجه دعوة للرئيس تبون لزيارة موسكو.
وتطرق الطرفان إلى التعاون في المجال العسكري والفني والتنسيق في هذا القطاع، قائلا: ” نقدر الثقة الموضوعة فينا للتعاون في هذا المجال”.
وشدد على ضرورة توسيع آفاق التعاون بين البلدين بعدما وصل التبادل التجاري إلى 3 مليارات دولار، وهو المزمع مناقشته خلال اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التي ستعقد في الجزائر قريبا، مؤكدا اهتمام الشركات الروسية بالتعاون مع الجزائر خاصة في قطاع الطاقة.
أما بخصوص قطاع التعليم العالي فقال وزير الخارجية الروسي إن بلاده مستعدة لتقديم المزيد من المنح الدراسية للجزائريين في إطار التعاون الثقافي والتعليمي.
وفيما تعلق بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فقال لافروف إنهم أبلغوا الجزائر آخر تطورات العملية العسكرية، مضيفا: “نحيي موقف الجزائر إزاء التطورات في أوكرانيا لأنه موقف ملتزم وموضوعي”، وتابع: “الجزائر كانت ضمن فريق العمل العربي الذي زار البلدين حيث أجريت لقاءات مع الطرفين، لذلك الموقف العربي الموحد نعتبره ملتزم وموضوعي”.
وفيما تعلق بالوضع في مالي فقال لافروف: “مقتنعون بضرورة بذل قصارى الجهود لبدأ الحوار السياسي والالتزام بوثيقة السلم الموقعة في الجزائر”.
وفي الملف الطاقوي قال وزير الخارجية الروسي: “بخصوص إمدادات الغاز فنحن نقف إلى جانب الموقف الموحد في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز والالتزام بالإتفاقيات، وذلك هو الحل في المستقبل”.
وحول الملف الدولي فقال لافروف إن الجزائر وروسيا تجمعهما ميزة إضافية وهي أنهما عضوان في مجموعة الأصدقاء لميثاق الأمم المتحدة من أجل تكريس مبدأ المساواة في سيادة الدول والذي يسعى البعض للمساس به.
وقال لافروف في لقاء مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة إن روسيا والجزائر تعتزمان التوقيع على اتفاقية تعكس النوعية الجديدة للعلاقات الثنائية بين الدولتين، وأضاف: “طيلة هذه السنوات نعمل بنشاط على تطوير التعاون التجاري والاقتصادي”.
وأشار لافروف إلى أنه بالنظر إلى “التطور السريع للعلاقات الودية” بين الدولتين، ومن أجل الحفاظ على مستوى عال من التفاعل، يخطط الجانبان لإبرام “وثيقة إستراتيجية جديدة بين الدولتين تعكس النوعية الجديدة لعلاقاتنا”.
ووصل وزير الخارجية الروسي إلى الجزائر في زيارة عمل لإجراء محادثات مع وزير الخارجية رمطان لعمامرة رمطان العمامرة، وشارك وزير الخارجية الروسي لافروف في مراسم وضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري لأبطال ثورة التحرير الجزائرية.
والتقى الدبلوماسيان آخر مرة في أوائل أفريل، عندما زار لعمامرة موسكو كجزء من وفد جامعة الدول العربية لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا، وكانت آخر زيارة لكبير الدبلوماسيين الروس للجزائر في عام 2019.
وتتزامن زيارته الأخيرة مع الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ومن المرجح أن يناقش وزيرا الخارجية مكافحة الإرهاب.
وقال السفير الروسي لدى الجزائر إيغور بيلييف، في وقت سابق في مقابلة مع تاس إن الجزائر كانت تساهم في قاعدة البيانات الدولية لمكافحة الإرهاب التي أنشئت بمبادرة من روسيا، وكان لعمامرة قد أجرى، اتصالا هاتفيا، بنظيره الأوكراني “دميترو كوليبا”، في إطار جهود الجزائر لإيجاد حل سياسي للأزمة، وقد وصفه لعمامرة بأنه “بناء”.
وكان لافروف قد قال خلال لقائه وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، في موسكو، على هامش زيارة قام بها وفد من لجنة الاتصال العربية الخاصة بمتابعة الأزمة الأوكرانية: “أتوقع أن أقوم بزيارة عودة للجزائر قريباً، سأصر على أن تستقبلوني، يقال عندنا أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبدا”.
وناقش وقتها لافروف ولعمامرة ملف العلاقات الثنائية بين روسيا والجزائر، والتحضير للاستحقاقات الثنائية المقبلة، قصد إضفاء ديناميكية جديدة على العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، والتطورات الأخيرة على الصعيد الدولي وعلاقتها بالأزمة في أوكرانيا، كما أجرى لعمامرة مباحثات ثنائية مع رئيس مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف.
وقبل حوالي شهرين كانت موسكو قد أوفدت مسؤولا رفيعا إلى الجزائر، في أول زيارة من نوعها منذ بدأ الحرب في أوكرانيا، هو مدير المصلحة الفدرالية للتعاون العسكري والتقني لفدرالية روسيا، ديمتري شوڨاييف، الذي وصل إلى الجزائر للمشاركة في اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية الروسية للتعاون العسكري والتقني، حيث التقى قائد الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة.