سلوى لميس مسعي
افتقد الإقبال على الملابس التقليدية في عنابة زحمة الزبائن، حسب جولة استطلاعية في بعض المحلات بما فيها الغرفة الجهوية للصناعة التقليدية التي عرفت في زمن سابق ليس ببعيد تزاحم الزبائن في مختلف المناسبات.
خاصة في موسم الصيف حيث يزداد الطلب على الملابس التقليدية لارتباط استعمالها بالأعراس والحفلات، على غرار القندورة العنابية والقفطان التلمساني إلى جانب الملابس التقليدية ذات الطابع الحضري المرفقة بالإكسسوارات.
الملابس تترجم روح المجتمع وترتبط بمناسباته
حيث تعتبر وسيلة موضة تعبر عن المتعة في ارتدائها والتميز في شخص مرتديها حيث يستعد تجار الملابس التقليدية لهذه المناسبة بجلب كل أنواع الملابس التقليدية للرجال والنساء، كل بائع حسب تخصصه.
وتتجلى ملامح هذا الاستعداد بوضوح في واجهات المحلات التجارية المتخصصة في بيع الملابس التقليدية، التي زينت بألبسة تقليدية تنوعت بين “القفطان” و”الجلابة” الرجالية والنسائية و”جابادور” ، وهي الألبسة التي تلقى، عادة إقبالا كبيرا خلال مختلف المناسبات من بينها الأعراس والختان.
وركزنا خلال جولتنا على الملابس التقليدية ذات الاستعمال اليومي التي اجتهد بعض الحرفيين بمهاراتهم الخاصة ولمساتهم الفريدة في صناعتها بحيث يمتزج طابعها بين التقليدي والمعاصر ،معتمدين على مواد وأقمشة على غرار “الخيشة” و” البلاستيك” والخيوط ” و”الوبر”، نسجوا من خلالها أشكالا وأحجاما لحقائب اليد و سراويل علي بابا، ناهيك عن التنانير والأقمصة والياقات وصناديل الخف المصنوعة من الخشب الخفيف و القاطيفة.
الزبائن يواجهون أسعارا مرتفعة لمواد مستهلكة
بالنظر إلى نوعية المواد المستعملة والتي شملت أيضا الأسلاك المعدنية والأشرطة والمجوهرات الكريستالية والحبال الجلدية فإنه من المفروض أن تكون أسعارها في مستوى مقبول حتى تحقق إقبال الزبائن ،إلا أن ما يظهر من خلال لافتة الأسعار المرفقة لكل لباس هو العكس، حيث يعتمد أغلبهم أسعارا مرتفعة فحقيبة اليد المصنوعة من قماش “الخيشة ” تباع ب 4000 دج فيما يبلغ سعره 1500 دينار فقط للمتر الواحد، فإذا قمنا بتقييمه مهنيا فإن السعر مرتفع جدا بالمقارنة مع المواد المصنوع منها ما يجعل الإقبال منعدما والقدرة الشرائية ضعيفة.
ويصل سعر سروال علي بابا المصنوع من قماش الكتان إلى 3000دج، ما يجعل تصور الأمر خياليا بالمقارنة أيضا مع مواد صنعه، حيث يبلغ سعر المتر الواحد لهذه المادة المتوفرة في مختلف أسواق عنابة إلى 400 دج.
أما الإكسسوارات الجلدية والتي غالبا ما يجب أن تتناسق مع اختيار الملابس الأنيقة المناسبة فيبلغ سعر الواحدة 400 دج ، فيما يزيد سعر البلاستيكية منها ب100 دج لتصل الأحذية الصيفية التقليدية على غرار البلغة الجلدية بين 400 إلى 500 دينار، في حين تزيد أسعار الجلابة والقفطان والبرنوس الشاوي والقشابية عن هذا بكثير، كما تختلف حسب التصاميم وجودة الثوب المستعمل في خياطتها.
التجار يتحججون بإجراءات النقل في رفع التكاليف
وحسب التجار، فإن الإقبال على الملابس التقليدية في أغلب المناسبات لم يرق إلى المستوى المنتظر قياسا بالسنوات الأخيرة التي يصل فيها الإقبال إلى مستويات كبيرة للأهمية الكبيرة التي يوليها العنانبة ، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، لارتداء الملابس التقليدية خلال المناسبات ويرجع اغلبهم إلى عائق السعر الذي ارتبط خلال الفترة الماضية بجائحة كورونا والأزمة الاقتصادية، فيما ربط آخرين السعر بغلاء المواد الأولية مؤكدين أن الأخيرة تخضع لإجراءات تتعلق بالنقل ونوعية المواد كل حسب المستوى حيث أن المواد التي يتم جلبها من الجزائر الولايات الصحراوية تكون أغلى من المواد التي تجلب من العاصمة أو تلمسان لإتباط المواد بالنوعية والجودة في الولايات الصحراوية وهو ما يرفع تكاليف التجار الذين يتعاملون مع التجار في الجنوب.
صراع بين التاجر والزبون بمعادلات كورونا وتغييب مخطط الوزارة
من جهة أخرى، يعتقد بعض الزبائن أن التجار بالغوا في رفع أسعار الملابس والإكسسوارات بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية التي تسبب فيها وباء كوفيد 19، ناهيك عن عملية التفاوض التي باتت مستحيلة مع التجار بدعوى السعر الثابت وهي الطريقة التي بات ينتهجها أغلب الباعة بعد أن تمسكوا بفرض أسعار تعجيزية تجعل الزبون يتراجع في اقتنائها ،علما أن وزارة السياحة والصناعات التقليدية بالتنسيق مع وزارة الثقافة تسعى من خلال مخططات فاعلة لتسويق منتجاتها التقليدية، من خلال برامج تشمل مختلف الغرف التابعة لها، تعتمد بالأساس على إرساء خدمات تفعيل مجال القطاع التراثي يعتمد على تلبية حاجيات المواطن في ذات القطاع وتسويقه اقتصاديا.