تتواصل التحذيرات في المغرب من خطر امعان المخزن في التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل, وتوقيع اتفاقيات أمنية وعسكرية تهدد أمن و إستقرار المنطقة برمتها, ويؤكد مراقبون أن المغرب سيدفع ثمن التطبيع “غاليا” على الصعيدين السياسي والأخلاقي, خاصة مع تفنن الصهاينة في اهانة و اذلال الشعب المغربي.
وفي السياق, أكد الكاتب المغربي علي أنوزلا في آخر مقال له تحت عنوان “المغرب والكيان الصهيوني.. التطبيع مقابل الابتزاز”, أن الحكومة الصهيونية المتطرفة تقوم بابتزاز المغرب, مستدلا برفض الكيان المحتل الاعتراف للمخزن ب”سيادته” المزعومة على الصحراء الغربية، وهذا رغم, يضيف أنزولا, كل التنازلات التي يقدمها المغرب الرسمي من أجل تطبيع علاقاته مع هذا الكيان المحتل, مشيرا الى ان المخزن هو الآخر دخل “لعبة الابتزاز القذرة”, من اجل الحصول على اعتراف ب”سيادته” المزعومة على الصحراء الغربية، وأكد أنه “مع مرور الوقت, وتكثيف علاقات التطبيع الرسمي المغربي مع الكيان الصهيوني وتشبيكها, سيصبح هذا التطبيع جد مكلف سياسيا ومحرجا أخلاقيا بالنسبة للمغرب”، وقال في هذا الصدد: “رأينا كيف ان الحكومة المغربية المطبعة دفنت رأسها في الرمل, وهي ترى جيش الاحتلال يدمر بيوت و أزقة مخيم جنين مخلفا 12 شهيدا من بينهم أطفال ومدنيون عزل أبرياء”, لافتا الى أنه “أمام تزايد الغضب العام في الشارع المغربي, اضطرت الخارجية المغربية إلى الخروج عن صمتها, لتدين بكلمات محتشمة العدوان الصهيوني.”
كما شدد على أنه “كلما اشتد شد حبل الابتزاز بين المغرب الرسمي والكيان الصهيوني, انكشفت مفارقات كثيرة بما لا يدع مجالا للشك, أن قرار التطبيع الرسمي الذي اتخذته الرباط لم يكن فقط قرارا فوقيا, وإنما أيضا كان متسرعا, أملته حسابات صغيرة, يكشف مرور الأيام عدم دقتها, بل وخطأها”، واشار في السياق الى أن تغريدة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب, بخصوص اعترافه للمغرب بـ “سيادته” المزعومة على الصحراء الغربية, مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني, “ما زالت حبرا على ورق, بما أن الادارة الامريكية الحالية لم تزكها, ولم يتحقق شيء من وعود الإدارة السابقة”، كما أشار الى أن الدعاية الرسمية المغربية بخصوص أن العلاقات المغربية مع الكيان الصهيوني تشهد تطورا متزايدا, “هي دعاية سمجة من مساندي التطبيع في المغرب, لأن ما تشهده هذه العلاقات اليوم من تعدد الزيارات الرسمية وتبادل اقتصادي وتعاون أمني وعسكري, وتهافت المطبعين على إبراز ولائهم للكيان الصهيوني, كلها أشياء كانت موجودة حتى قبل التطبيع, والجديد أنها أصبحت فقط في وضح النهار, بعد أن كانت تجري في الماضي في سرية وخلف الأبواب المغلقة”، وفي المقابل, يجدد علي انزولا التأكيد أن التطبيع كان وما زال مرفوضا شعبيا داخل المجتمع المغربي, منبها الى أن التظاهرات أو الفعاليات المناهضة له ممنوعة ومحظورة رسميا, والمكان الوحيد الذي لم تطله آلة المنع الرسمي هي ملاعب كرة القدم.
وأكد الكاتب المغربي في الاخير أن “المغرب الرسمي, الذي وضع كل بيضه في السلة الصهيونية, لم يجن شيئا يذكر من هرولته نحو التطبيع, خاصة مع الغضب الأخلاقي الذي يشعر به المغاربة تجاه الإجرام اليومي الذي تقوم به سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني”, داعيا المخزن الى وقفة تأمل والتراجع عن جميع الاتفاقيات التطبيعية مع العدو الصهيوني قبل فوات الأوان، وفي سياق ذي صلة, يمعن الكيان الصهيوني في اهانة و اذلال الشعب المغربي بتواطؤ من النظام المخزني, حيث أعلن مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط, أول أمس الخميس, عن عودة رئيسه الموقوف سابقا بسبب التحقيق معه في فضائح “أخلاقية ” وتهم “فساد مالي”, إلى عمله, رغم ان اكبر جمعية حقوقية مغربية اودعت ضده شكوى لدى القضاء المخزني, لكن دون جدوى، واثارت عودة هذا الصهيوني الى الرباط, موجة غضب عارمة, حيث وصف الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع, عزيز هناوي, ذلك ب”العار للمغرب”, متسائلا : “ماذا نسمي ما يحدث.. تطبيع أم تركيع؟”