“من “نفخ العجلات” إلى “نفخ العلامات!

اتصل بي أمس أحد عمداء سلك التفتيش، معقبا على ما حرره زميل صحفي بخصوص شبهة نفخ النقاط بمتوسطة “بابو محمد الشريف” بعنابة، مؤكدا الوقائع وكاشفا بأن الأمر مريب، فلا يعقل -حسبه- أن يتحصل تلميذ على معدل يفوق الـ 17 في الامتحانات الفصلية ثم ينهار إلى معدل 5 و7 في شهادة التعليم المتوسط، وهي طعنة -حسبه- في ظهر أبنائنا التلاميذ وحالة من حالات تسويق الوهم، لأن مسار وأفق هؤلاء التلاميذ مهما تدرجوا سيكون محدودا وسرعان ما يصطدمون في أحسن الحالات بشهادة البكالوريا، كاشفا في سياق حديثه وللأمانة أن الأمر لا يتعلق بمتوسطة “بابو محمد الشريف” فحسب، بل هذا السرطان ينخر العديد من المؤسسات التربوية بعنابة وهو ينمو في ظل انهيار قيمي وتربوي وأخلاقي.

وفي السياق أكد مدير متوسطة أن الظاهرة ما كانت لتكون لو توخت الوصاية العدالة في المراقبة والمتابعة، فمن غير المعقول مثلا أن يتم تنزيل رتبة مديرة في البوني مركز في الوقت الذي يغض فيه الطرف عن نفس الممارسات في مؤسسات أخرى يحظى القائمون عليها بالتفضيل والحماية، وكلها معطيات أقل ما يقال عنها أننا تنقلنا من فساد نفخ العجلات التي نال أصحابها ما يستحقون من الله ومن العدالة الجزائرية إلى نفخ العلامات وهي حالة فساد أخرى وجريمة مادامت ترتبط بمستقبل أبنائنا، فموقعنا وواجبنا وضميرنا ووطنيتنا لا يسمحون لنا بالسكوت عنها.

وعليه أضم صوتي إلى صوت أحد النقابيين لتتحرك الوزارة وتدقق وتحقق في العلامات ببعض المؤسسات المنفلتة خاصة إذا وضعنا في الحسبان الترقيات الصاروخية للقائمين عليها وتحولهم بعد أن كانوا نسيا منسيا إلى أثرياء استفادوا من سكنات “سوسيال” وترقيات عقارية وأراضي مطلة على البحر رغم أن رواتبهم محدودة..

وسنعود إلى ذلك بالشهائد والوثائق وللحديث بقية..

مقالات ذات صلة

 جرعة أوكسجين للمؤسسات المصغرة

sarih_auteur

الحنين إلى “الكادر”

sarih_auteur

“الكاف” التي لم نعد نعرفها…

sarih_auteur