عشية زيارة وزير النقل عبد الله منجي إلى عنابة، من حقنا أن نتساءل عن واقع هذا القطاع ومن يديره وعن الفوضى التي تتحكم فيه، فلا شيء في هذه الولاية يوحي بأن القطاع الاستراتيجي تحت السيطرة، وقد يكون أنهكه عدم الاستقرار والتحويل المتواصل للمديرين المتعاقبين عليه، وحين نتحدث عن قطاع النقل بعنابة لا يمكننا أن نتجاوز الاختناق المروري الكبير الذي فشلت العديد من الإدارات المتعاقبة في الاهتداء إلى حل يخفف من حدته، خاصة في الشوارع الرئيسية لعاصمة الولاية.
وهل يمكن التطرق لقطاع النقل دون التساؤل عن موعد عودة الروح إلى المصعد الهوائي الرابط بين كل من بلدية عنابة وبلدية سرايدي والذي يوجد خارج الخدمة لسنوات متسببا في خسائر مادية للشركة المالكة، ووقوف حال سكان بلدية سرايدي الذين حرموا من وسيلة بديلة تغنيهم عن سيارات j9 وسيارات الأجرة الذين يكابدون معها الأمرين، نتيجة الاكتظاظ، خاصة في ساعات الذروة، كما حرمت زوار الولاية من التمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة لجبال الإيدوغ.
وهل نتجاوز في سياق تطرقنا لملف النقل للواقع المهين لمحطات الحافلات ونوعية الخدمة الذي يقدمها أغلب أصحاب هذه الحافلات؟ على غرار عدم احترام محطات التوقف والخطوط والاكتظاظ.
أما الحديث عن سيارات الأجرة فهو حديث ذو شجون، فالكثير من أصحابها لا يتقيدون بالتسعيرة القانونية ولا باحترام الهندام بالإضافة إلى ممارسات مسيئة للمهنة كبث الأغاني الصاخبة، وأحيانا الساقطة دون احترام حتى النساء والعائلات ورفض الاتجاه في غياب شبه كلي لمصالح المعنية.
كما أن واقع النقل البري لا يبعث على الارتياح في عنابة، ومن حقنا أن نتساءل ماذا تحمل زيارة وزير النقل لهذه الولاية من مشاريع ؟ فهل تمكن مثلا من رفع التجميد عن مشروع الترمواي وتعيد الروح للمصعد الهوائي وتدفع نحو استلام المحطة البحرية في القريب العاجل؟