ح.م/ق.ج
نظم العشرات من المواطنين في الشريعة وبكارية بتبسة احتجاجا على الواقع الصحي المزري بالولاية وتنديدا بالظروف المزرية التي يتخبط فيها أقاربهم داخل مصالح كوفيد المتواجدة على مستوى المؤسسة العمومية الاستشفائية محمد الشبوكي بالشريعة والمؤسسة العمومية الاستشفائية بوقرة بولعراس ببكارية.
وانطلقت الاحتجاجات بداية الأسبوع الجاري، عقب تسجيل 12 حالة وفاة لمصابين بفيروس كورونا، وكانوا مقيمين على مستوى ذات المصلحة، مرجعين السبب إلى تذبذب عملية توزيع مادة الأوكسجين، ما جعل القائمين على شؤون المصلحة يقررون تحويل بعض الحالات المعقدة إلى مصالح كوفيد-19، بمؤسسات استشفائية أخرى على غرار المتواجدة على مستوى المؤسسة العمومية الاستشفائية عالية صالح بعاصمة الولاية.
وما زاد في درجة الاحتقان والغضب تصريح المسؤول الأول على قطاع الصحة خلال تصريح إذاعي، والذي نفى فيه وجود أي نقص في مادة الأكسجين مرجعا سبب وفاة الضحايا إلى أسباب لم يذكرها بدقة علمية أو طبية خاصة أنه إداري وليس طبيب، مما جعل المحتجين، يرفعون شعارات منددة بتصريحه الذي أضاف له قرار منع مرافقة المرضى المصابين بفيروس كورونا داخل المصلح المتخصصة من طرف أقاربهم.
وهو ما تم اعتباره قرارا متأخرا جدا لأنه جاء خلال هذا اليوم فقط وبعد أن أصبحت تبسة تحتل مراتب جد متقدمة في قائمة المصابين والوفيات.
فيما قام النائب البرلماني، مسعود زرفاوي، وهو طبيب مختص في أمراض الرئة والأمراض التنفسية، يسارع إلى الرد على هذه التصريح من خلال فيديو مسجل تم بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يؤكد فيه أن الوفيات بالفعل جاءت نتيجة للتذبذب في تزويدهم بمادة الأكسجين.
وعبر المحتجون عن أسفهم وألمهم للوضعية الكارثية الناتجة عن نقص التكفل الطبي بفعل تذبذب عملية التزود بمادة الأكسجين ومشاكل أخرى تعصف بذويهم مقابل عدم وجود حل لمشاكلهم.
وطالب المحتجون ممثلي السلطات العليا بضرورة إنهاء مهام مدير الصحة والسكان الذي عجز حسبهم عن تسيير أزمة كورونا وفشله أيضا في النهوض بالقطاع.
ورفع نواب الولاية وممثلي سكانها على مستوى المجلس الشعبي الوطني عريضة مستعجلة أرسلت إلى وزير الصحة والسكان، عبد الرحمن بن بوزيد، ومعه رئيس اللجنة الوطنية لتسيير مادة الأكسجين بالوزارة الأولى، تتحدث عن وضعية التزود بمادة الأكسجين على مستوى جميع المستشفيات المتواجدة عبر الولاية الحدودية.
حيث أكدوا للمسؤول الأول على قطاع الصحة، أن كل مصالح كوفيد بولاية تبسة، تعاني من النقص الفادح لهذه المادة الحيوية، مشيرين إلى أنه وقع اضطراب شديد لدى مسيري هذه المؤسسات الاستشفائية، وخوف كبير لدى أهالي المصابين بسبب عدم تزويد هذه المصالح بمادة الأكسجين، مطالبينه بالتدخل العاجل لتزويد مستشفيات الولاية بهذه المادة الأساسية في أقرب الآجال لمواجهة الوضع الحرج، دون أن ينسوا بأن المستشفيات الان يتواجد بها أكثر من 220 مصاب يتلقون العلاج.
كما احتج عدد من أقارب المرضى أمام المصلحة المرجعية لعلاج مرضى كوفيد، بالمؤسسة العمومية الاستشفائية بوقرة بولعراس ببلدية بكارية، بسبب نفس المشكل مطالبين والي الولاية ضرورة التدخل والتنقل إليهم من أجل الوقوف على حجم المعاناة التي يتخبطون فيها رفقة المرضى الذي يتوفون يوميا.