نحن بخير

 

مادامت فرنسا وجملة أبواقها تعبر عن عدم رضاها بما يقع في الجزائر، فإن المحروسة بخير وبسلامة وعافية، ولولا ذلك لما تحرك جوقها الإعلامي فور إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، فالغبطة في الجزائر بعد أن مرت الانتخابات في كنف السكينة والهدوء واختار الشعب الجزائري بالصناديق من اختار وأراد، والألم والوجع في باريس، وفي السياق لست أدري ما أصاب قناة “فرانس 24” وأخواتها التي بدل أن توجه أنظارها إلى الأزمة السياسية الخانقة و “الخالوطة” الحاصلة بين اليمين المتطرف واليسار وبين اليسار واليمين والرئاسة بدلت وجهتها إلى ما لا يعنيها وإلى ما يحدث في الجزائر بنقل أخبار هدفها بالأساس ليست حقيقة بقدر ما هو التضليل ومحاولة تجييش الرأي العام بالتهويل تارة، وبالأكاذيب تارة أخرى في محاولة لتحويل الأنظار عما يحدث على الأرض في الجمهورية الخامسة المقبلة خلال الأيام القليلة القادمة على أيام يقول العارفون بخبايا السياسة الفرنسية أنها لن تكون إلا سوداء، وسترافقها موجة من الاضطرابات والإضرابات وعودة شبه مؤكدة لأصحاب السترة الصفراء.

وفي الجزائر لا يمكن للشعب الجزائري أبدا أن يقلب الصفحة ويتجاوز التاريخ لأن ذاكرته الجماعية ممتلئة عن آخرها ببشاعة الجرائم المرتكبة طيلة الحقبة الاستعمارية والتي خلفت جراحا لا ولن تلتئم خاصة في ظل التماطل من قبل فرنسا الاستعمارية بالإقرار بالتاريخ المشين لها في الجزائر وتهربها المفضوح من واجب إنصاف الذاكرة، وهي تلح إلحاحا بعدم الاعتراف بجرائم اقترفتها والاعتذار عنها، ولا سياسة لها في ذلك إلا سياسة المراوغة والهروب إلى الأمام رغم أن جرائمها لا تعد ولا تحصى، رغم المحاولات البائسة لتصفية بعض الملفات ومن بينها ملف التجارب النووية وملف المفقودين ومحاولة التعتيم على ملف الجماجم التي تقبع في متحف “الإنسان” في باريس والتي تروي قصصا وحشية عما اقترفه الاستعمار في حق الجزائريين، وبالتالي ما يصدر هذه الأيام عن فرنسا الرسمية وعن أبواقها الإعلامية لا يعد لا مفاجئا ولا غريبا.

مقالات ذات صلة

أملاك الدولة “ببلاش”، وإكراميات لذوي النفوذ

سارة معمري

الصحفي ليس صندوق بريد

سارة معمري

مؤسف حال الأحياء التي نعيش فيها

سارة معمري