-
كيف سيتحوّل وسط المدينة بعد إغلاق “لاري غومبيطا”؟
لمين.م
لا يزال واقع النقل بولاية عنابة يتدهور رغم تطمينات ووعود السلطات المحلية، فكل مساحة للمواصلات تعاني من الإهمال أو الفوضى، بدأ بمحطات نقل الحافلات وصولا إلى مواقف السيارات، ناهيك عن غياب مخططات النقل لتسهيل حركة السير، وغياب الحزم في تطبيق المشاريع المنتظر إسقاطها على الأرض.
تشهد محطات النقل بولاية عنابة على غرار كل من محطة كوش نور الدين وسويداني بوجمعة للحافلات إهمالا من قبل المسؤولين، بسبب حالة الفوضى والوضعية البيئية.
ناهيك عن غياب برامج التهيئة إلى جانب الاعتداءات من طرف المنحرفين الذين يتربصون بالمسافرين خاصة عندما يتعلق الأمر بغير المنتمين لولاية عنابة في الساعات المتأخرة من النهار والصباح الباكر، وهو الأمر الذي اشتهرت به الولاية لمدة زمنية طويلة، أين سجل في السنوات الأخيرة عدد كبير من حالات الاعتداء والسرقة بالخطف، وخلق حالة من اللا أمن بنقاط التوقف والمحطات في موسم الاصطياف.
إلى جانب ذلك جملة من النقائص تثقل كاهل المسافرين، تتعلق خاصة بعدم تنظيم وتهيئة محطات ونقاط التوقف، فعلى الرغم من ارتفاع عدد الحافلات المشكلة لحظيرة النقل في السنوات الأخيرة والتي بلغت أزيد 1200 حافلة، إلا أن نقاط التوقف وطبيعة الخدمات المقدمة لم تساير هذه الحركية.
ويتحدث عدد من السكان المرتادين على محطات الحافلات والسيارات، لـ “الصريح” عن التدهور الخطير الذي تعرفه محطة كوش نور الدين وسيدي إبراهيم لسيارات الأجرة، والتي تشكل نموذجا للإهمال والتسيب يدل على عدم الاهتمام بهذا المرفق الحساس، فالوضعية الكارثية بهما وصلت إلى حد استعمال العنف والضرب من قبل المنحرفين الذين ينشطون في الساعات المتأخرة من النهار، الأمر الذي جعل من محطات نقل المسافرين بجوهرة الشرق وكرا للانحراف والفوضى والاعتداءات.
من جهة أخرى، تسبب الانعدام الكلي لمساحات التوقف لخطوط النقل الحضري وصولا إلى تدني مستوى الخدمات المقدمة للمسافر، إلى احتلال الناقلين لمساحات ليست عمومية، خالقين بذلك فوضى وسوء تسيير، لتفتح المجال لتعامل القائمين على النقل الخاص لعملهم الفوضوي دون رقابة، وتتشكل بذلك صورة غير حضارية تضفي طابع الترييف على جوهرة الشرق.
اختناق مروري في ظل غياب الحلول.. ماذا لو تغلق طريق “قومبيطا”؟
خرجت المصالح الولائية بعنابة بعرض صبر أراء على مشروع انجاز تهيئة نهج ابن خلدون كفضاء تجاري يخصص للراجلين، وهو القرار الذي استحسنه العديد من المواطنين وأصحاب المحلات التجارية لما في هذا المشروع من إضافة للحركة التجارية بوسط المدينة.
إلا أن هذا المشروع سيعود بالسلب على الحركة المرورية التي تعاني أزمة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالطرق الرئيسية بوسط المدينة على غرار الطريق المؤدي إلى شارع ابن باديس، طريق ساحة الثورة وطريق شارع ابن خلدون “لاري قومبيطا” .
ليطرح المواطنون تساؤلهم حول ما إذا درست المصالح الولائية هذا القرار من الجانب المروري؟ خاصة ونحن على أبواب موسم الاصطياف وما في ذلك من ضغط على الطرقات بوسط المدينة بعدما يتوافد أصحاب السيارات من عدة ولايات شرقية، ناهيك عن الركن العشوائي لمركباتهم وما يترتب ذلك من اختناق مروري.؟
جاء هذا القرار بعدما ترأس جمال الدين بريمي والي عنابة زوال الأربعاء المنصرم بمقر الولاية جلسة عمل المجلس الاستشاري للجنة الولائية الاستشارية للهندسة المعمارية والتعمير والبيئة المبنية بحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي والأمين العام للولاية، أعضاء المجلس وجميع المصالح الولائية المعنية.
وخلال الاجتماع تم عرض ودراسة ومناقشة عدة مشاريع كان من بينها مشروع انجاز تهيئة نهج ابن خلدون كفضاء تجاري يخصص للراجلين، حيث ارتأت اللجنة القيام بسبر أراء حتى يتسنى للمواطنين إبداء آرائهم ومقترحاتهم فيما يخص تهيئة هذا الشارع العتيق بالمدينة.
ليتم بعدها فتح باب النقاش لجميع الأطراف الحضور للإثراء، حيث تم تسجيل بعض التحفظات التقنية يتعين على أصحاب المشاريع رفعها .
متى ستنتهي “الـ 6 أشهر” المعلنة لإعادة تشغيل التيليفيريك؟
تساءل سكان عنابة عنما إذا كان المصعد الهوائي، الذي يعد وسيلة نقل مهمة في بلدية سرايدي، سيرى النور بعد حوالي ثلاثة سنوات من تعطله بفعل الأمطار الطوفانية التي شهدتها الولاية خلال شهر جانفي من سنة 2018
فبعد أن منح والي الولاية، جمال الدين بريمي، ميزانية قدرها 30 مليار سنتيم، في إطار مخطط تهيئة وتعزيز شبكة النقل الحضري بالولاية، موجهة لإصلاح تيليفيريك بلدية سرايدي، الذي ظل معطلا منذ سقوط إحدى العربات، استحسن سكان بلدية سرايدي القرار حيث تنفسوا الصعداء بحكم أن التيليفيرك يعد وسيلة نقل أساسية لديهم، وبالتالي غيابه أدى إلى مشاكل بالجملة في قطاع النقل، وبإصلاحه يتم فك مشكل المواصلات بالمنطقة عبر المسار الجبلي الذي يبعد عن السهل الغربي بـ5 كم بدل النقل الجماعي التي تسلك مسافة 17 كم عبر طريق وعر ومنحدرات صعبة ومتعبة.
غير أن آمالهم سرعان ما تبخرت بعد أن ذهبت الوعود سدى، حيث لم تشهد الأشغال أي تقدما وظل المصعد الهوائي معطلا ينتظر تجسيد وعود المسؤولين، وبعد اتصال “الصريح” بمديرية النقل في وقت سابق، أكدت على أن الأشغال ستعود إلى الواجهة وسنكون على بعد 6 أشهر لإعادة تشغيل التيليفيريك، إلا أن ما أكدته ذات المصالح لم ير النور في الوقت المحدد بسبب بطئ الأشغال، لتعود ذات المديرية لتطمأن الرأي العام على أن التيليفيريك سيكون جاهزا بعد 6 أشهر . .
الأمر أرق سكان الولاية عامة وسكان بلدية سرايدي خاصة، في ظل نقص حافلات النقل الجماعي بالبلدية، ما يدفع بسكانها إلى الانتظار في طوابير طويلة، كما أن البلدية لا تتوفر على خط نقل سيارات الأجرة، ما جعل التيليفريك وحافلات النقل الجماعي الوسيلة الوحيدة للتنقل.
أمام هذه الوضعية، طالب سكان البلدية بتسريع وتيرة الأشغال وإطلاق المصعد الهوائي في أقرب وقت، خاصة وأننا على أبواب موسك الاصطياف وغيابه يخلق العديد من العوائق في تنقل سكان البلدية، هذا بالإضافة إلى كونه يعد وسيلة نقل تجلب السكان من مختلف البلديات والولايات المجاورة للتمتع بالمناظر الخلابة التي تزخر بها جنة سرايدي والتي يُمكن المصعد الهوائي من اكتشافها باعتباره وسيلة يعبر من خلالها كما أنه يختصر الطريق وهو ما يجعله وسيلة النقل الأولى بالنسبة لسكان البلدية.