تهاون كبير و تسيب شبه مطلق تعرفه وسائل النقل العام بعنابه ،  فارتداء الكمامة و استعمال المعقمات أصبحت سلوكيات من الماضي،  بعد رفع الحجر الصحي و تراجع عدد الإصابات بوباء كورونا المستجد ما قد يتسبب في إرتفاع عدد الحالات و ظهور موجه جديدة قد تكون من السلالات المتحوره الخطيرة .

تحولت الكمامات لمجرد إكسسوارات لا تجد لها مكانا على وجوه المواطنين ، فتواجدها ينحصر على الجيوب و على الأذقان في أحسن الأحوال ما جعل سائقي و قابضي حافلات النقل الحضري و سيارات الأجرة في صراع يومي مع الراكبين ، ما جعلهم يتخلون عن المطالبة بها و جعلها إلزامية لكل راكب مع غياب شبه كلي لعمليات الرقابة و الإجراءات الردعية على مستوى وسائل النقل و المحطات ، و مع حالة التسيب العام لدى المواطن يلاحظ عودة الإكتضاظ لوسائل النقل العام و عدم الإلتزام بقيود التباعد التي لا تزال سارية المفعول ، فأصحاب وسائل النقل العام يعملون على مستوى كل الخطوط و كأنهم غير ملزمين و لا مقيدين بإجراءات إستثنائية وجدت للحد من إنتشار وباء كورونا .

و ما يشد الإنتباه هو أن الشيوخ و السيدات أكثر المواطنين التزاما بارتداء الكمامة و إستحدام المعقمات ، بل أنهم قد جعلوها من المسلمات و البديهيات في ضل غياب شبه كلي للوعي و الإدراك الصحي لفئة الشباب الذين يعتبرون أن الوباء قد أضحى من الماضي ، و أن ارتداء الكمامة مجرد تهويل و أن الوباء قد ولى لغير رجعة .

و على الخلاف من ذلك يؤكد أغلب الخبراء و الأطباء أن الوباء لا يمكن أن يؤخذ بهكذا تهاون،  منبهين إلى أن المستشفيات تعج بحالات إصابة جديدة منها ما يستدعي تواجد أصحابها بأقسام العناية المركزة خاصة بعد تسجيل حالات إصابة من السلالات المتحورة على مستوى الوطن ، داعين لمزيد من الوعي و التقيد الصارم بإجراءات التباعد الجسدي و إرتداء الكمامة و التعامل معها كجزء مهم من السلوكيات اليومية التي تساعد على تجنب العدوى،  مؤكدين أنه لا يمكن الحديث عن تحكم تام في الوباء إلا بعد بلوغ نسبة التلقيح 70 بالمئة و هو ما تعمل السلطات على تحقيقه بعمليات التلقيح الواسعة .

ب. دودو