وهران تسكت المشككين بحفل افتتاح عظيم

شعيب. ب

أوفى حفل افتتاح الطبعة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022 الذي أقيم بمركب “ميلود هدفي” الجديد بكل الوعود والتطلعات، فكان صورة ناصعة ومشرقة عن بلد كبير غاب لمدة 32 سنة عن تنظيم تظاهرات رياضية كبرى، ليعود من الباب الواسع، ويؤكد بأن بلد الشهداء إن قرّر وعزم فعل، وجاءت بداية العرس المتوسطي مبهرة لكل الحاضرين من مختلف البلدان 26 المشاركة.

فكل شيء كان ناجحا وعالميا، من اللوحات الفنية الكوريغرافية، إلى الفرقة الموسيقية، مرورا بصور أبطال وشهداء وأعلام الجزائر على مرّ العصور، وبعد ساعتين ويزيد من الإبداع المتواصل برهنت الجزائر فعلا بأنها قادرة على تنظيم واحتضان أكبر المنافسات القارية والدولية.

افتتاح أسكت جميع المشككين

افتتاح ليلة السبت أبكم كل المتربصين والمشككين داخليا وخارجيا، ولم يترك لهم مجالا للمراهنة على فشل الباهية في احتضان وتنظيم هذه الألعاب، فبعدما كانت مجرد منافسة رياضية لا تحظى بالكثير من الاهتمام الإعلامي خلال الدورات السابقة، فإن وهران أخرجت الحدث المتوسطي من الظل إلى الأضواء، ووضعته في خانة الأحداث الهامة والكبرى، ومما لا شك فيه فإن هذه النسخة ستتعب من بعدها بما أن الجزائر قد رفعت السقف عاليا، وبصمت على أفضل حفل افتتاح في تاريخ ألعاب البحر الأبيض المتوسط.

“تحيا الجزائر”.. رسالة الرئيس وصلت جيدا

وكما كان منتظرا تواجد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بالمركب الجديد ميلود هدفي، حيث قام بعد بداية حفل الافتتاح بإلقاء كلمة مقتضبة أعلن من خلالها عن الانطلاق الرسمي لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، وهذا وسط هتافات وأهازيج الجماهير التي امتلأت بها المدرجات، وبعد إلقاء الرئيس لكلمة افتتاح الألعاب، وقبل أن يهم بمغادرة مكان الإعلان عاد أدراجه وقال كلمة “تحيا الجزائر” وهي موجهة بشكل مباشر لكل الذين يتربصون ببلد الشهداء، وهي اللقطة التي تفاعل معها كل الحاضرين بمركب ميلود هدفي الجديد، من خلال التصفيق وترديد كلمة “وان تو ثري فيفا لالجيري”.

حضور أمير قطر أعطى زخما أكبر للألعاب

وكانت أبرز شخصية سياسية حاضرة في حفل الافتتاح هو أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، حيث جلس إلى جانب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، باعتباره ضيف شرف، وأعطى حضور أمير قطر زخما أكبر لهذه الألعاب، خاصة وأن بلاده تستعد بعد بضعة أشهر لاحتضان أكبر محفل كروي على وجه المعمورة، وهي كأس العالم التي ستنطلق شهر نوفمبر المقبل.

ومن بين الشخصيات التي شرفت الجزائر بحضورها هو نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، بعدما كانت الأخبار تتحدث عن تواجد رئيس تركيا بنفسه الطيب رجب أردوغان، إلا أن انشغالاته حالت دون تلبية الدعوة، وتواجد في المنصة الشرفية عدة وزراء من دول البحر الأبيض المتوسط، وحتى من بلدان غير مشاركة في هذه الدورة.

المدرجات اهتزت بعد دخول بلماضي

كان الناخب الوطني جمال بلماضي أحد نجوم سهرة حفل الافتتاح، إذ وبمجرد أن لمحه الأنصار وهو يدخل للمكان المخصص له ضمن قاعة الشخصيات المهمة حتى اهتزت المدرجات لتهتف باسمه، مؤكدة ثقتها الدائمة فيه، وفي قدرته إعادة الاعتبار للخضر، كما بادل بلماضي الجماهير التحية، وشكرهم على حفاوة استقبالهم له، كما غادر بلماضي بعد نهاية الحفل تحت حراسة أمنية مشددة، خاصة وأن بعض الأنصار انتظروه عند المخرج، وتمنوا له التوفيق في مهمته المقبلة.

بلايلي يصنع الحدث

كما صنع أحد نجوم الخضر يوسف بلايلي الحدث وهو يهم بالدخول بسيارته إلى مركب ميلود هدفي الجديد لحضور الحفل، حيث توقف عدة مرات نزولا عند طلبات الجماهير التي التفت حوله، والتقطت معه صور سيلفي، وتعامل بلايلي مع الجميع بكل تواضع وعفوية، وهو ما أكسبه شعبية أكبر في قلوب ومحبي المنتخب الوطني، وظهر بلايلي خلال الحفل وهو يصور مقاطع ومشاهد من اللوحات الفنية التي طبعت الافتتاح، ولم يخف ابن الباهية إعجابه وفخره الكبير بما رآه من مستوى رفيع وراق لهذا الحدث المتوسطي الكبير.

الشاب حسني يعود و”راينا راي” تخطف القلوب

ومن بين أفضل لحظات حفل الافتتاح عندما أذيعت أغنية مطرب الراي المعروف الراحل الشاب حسني والتي تتحدث عن الأمل، حيث التهبت المدرجات، وكان كل الحاضرين يرددونها بكل قوة، إذ يحظى حسني ابن حي قمبيطة بشعبية كبيرة في وهران وفي كل ربوع الوطن وخارجه رغم اغتياله منذ 28 سنة، ومع هذا ظل أحد أهم رموز أغنية الراي، ومن بين الأغاني التي تفاعل معها الجمهور الحاضر هي تلك التي عزفتها فرقة “راينا راي” من مدينة سيدي بلعباس العريقة هي أغنية “يا الزينة”، والتي أعادت الجميع إلى الزمن الجميل، وكان الكل منغمسا في ترديد كلماتها مع فرقة مرّ على تواجدها 42 سنة كاملة.

الوفود المشاركة انبهرت بحفل الافتتاح

لم تخف الوفود المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط انبهارها بالأجواء التي شاهدتها على مستوى حفل الافتتاح، إذ بدت على وجوه الكثير من الرياضيين عند دخولهم أرضية الميدان الدهشة والسعادة وكأنهم لم يتوقعوا كل هذا التفاعل الجماهيري، ورفع جلهم هواتفهم النقالة وأخذوا صورا وفيديوهات تذكارية سيعودون بها لبلدانهم بعد نهاية المنافسة، والشيء الجميل بأنهم أخذوا انطباعا مميزا عن الجزائر، وشعر الرياضيون وكأن الأمر يتعلق بألعاب أولمبية وليست متوسطية.

لوحات “الدرون” كانت الأجمل على الإطلاق

وان كان الحفل برمته بهيجا ورائعا، إلا أن اللحظات الأفضل على الإطلاق كانت تلك التي استعملت فيها الدرونات في سماء ملعب ميلود هدفي، حيث تم في البداية رسم العلم الجزائري، ثم أخذت الدرونات أشكالا للرياضات 26 المعنية بالمنافسة في هذه الطبعة 19، وقد نالت تلك اللوحات إعجاب كل المتابعين من داخل وخارج المركب، وأضفت الألعاب النارية جمالا أكبر على الأجواء.

مقالات ذات صلة

بيتكوفيتش يكشف عن قائمة محاربي الصحراء الخاصة بتربص نوفمبر

سارة معمري

يروي تفاصيل مسيرتها الرياضية.. إيمان خليف تكشف عن مشروع فيلم وثائقي

سارة معمري

المنظمة الوطنية للصحفيين الرياضيين الجزائريين تتفاجئ ببيان الفاف الأخير

سارة معمري