يوسف مطياف
يطالب سكان حي عميرات مسعود ببلدية التريعات، دائرة برحال بولاية عنابة، من السلطات الولائية وعلى رأسها الوالي جلاوي، من أجل التدخل العاجل والفوري لترحيلهم من “الشاليهات القصديرية” المصنفة ضمن “type Chlef”، والتي تحولت إلى مصدر خطر حقيقي يهدد حياتهم يوميا.
وتعيش 28 عائلة في ظروف مأساوية داخل هذه السكنات التي تفتقر لأبسط شروط الحياة الكريمة، حيث تصنف ضمن “الخانة الحمراء” من طرف اللجنة المختصة التابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري، بسبب احتوائها على مادة الأمونيا، المعروفة بخطورتها الصحية الكبيرة، فحسب مختصين، يؤدي التعرض لتركيزات عالية من هذه المادة إلى أضرار جسيمة بالجهاز التنفسي، تصل إلى الحرق الفوري للأنف والحنجرة، وهو ما يجعل هذه السكنات غير صالحة تماما للإيواء البشري.
ولا يقتصر خطر الأمونيا على تهديد صحة السكان، بل تزداد معاناتهم مع حالة البنايات المهترئة، حيث يغطيها القصدير الذي تعرض في عدة مواضع للصدأ، في حين تنخر الرطوبة والتشققات الأسقف والجدران، ما يجعلها عرضة للانهيار مع كل تقلب جوي، خصوصا في فصل الشتاء.
وتحدث بعض السكان عن تسربات مياه، وانخفاض درجات الحرارة داخل الشاليهات، ما يزيد من معاناة الأطفال والمسنين، لكن المأساة لا تقتصر على فصل الشتاء فقط، إذ ترتفع درجات الحرارة داخل الشاليهات خلال فصل الصيف، بفعل الغلاف الخارجي المصنوع من القصدير، الذي يحتجز الحرارة ويتسبب في ارتفاع كبير لها داخل المنازل، فهذا الوضع يزيد من معاناة السكان، خاصة المرضى وكبار السن، الذين يصعب عليهم تحمل درجات الحرارة العالية، في غياب وسائل تبريد أو بيئة صحية ملائمة.
وقد ذكر عدد من السكان وجود حالات مرضية حرجة داخل الحي، بينها أمراض مزمنة وأمراض سرطانية تفاقمت بفعل الوضع البيئي غير السليم. ورغم النداءات المتكررة والشكاوى التي رفعها السكان طيلة سنوات، إلا أنهم حسب أقوالهم، لم يجدوا أي تجاوب ملموس من الجهات المعنية، سوى الوعود المتكررة التي بقيت حبرا على ورق، دون أن تترجم إلى إجراءات عملية تنهي معاناتهم.
وفي حديثهم مع جريدة “الصريح”، ناشد المواطنون والي ولاية عنابة بضرورة الالتفات إلى وضعهم الإنساني المزري، وترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وتنهي سنوات طويلة من الانتظار والإقصاء، معبرين عن أملهم في أن يكون صوتهم هذه المرة مسموعا، خاصة بعد تصنيف حيهم ضمن المناطق ذات الخطر الصحي والبيئي المؤكد. و
يأمل سكان حي عميرات مسعود أن تتحرك السلطات الولائية في أقرب وقت لوضع حد لأزمتهم، وإنهاء معاناتهم في هذه الشاليهات.