جمع أكثر من 6200 وحدة من جلود الأضاحي بعنابة وتحويلها إلى مصنع باتنة

لمين موساوي

سجلت حملة جمع جلود الأضاحي بولاية عنابة خلال أيام عيد الأضحى لهذه السنة، نجاحا ملحوظًا مقارنة بالسنوات الماضية، سواء من حيث التنظيم أو حجم الكميات التي تم جمعها، وهو ما يعكس مدى نجاعة الإستراتيجية المعتمدة من طرف مختلف المصالح المعنية، وعلى رأسها مديرية الصناعة ومؤسسة الردم التقني، بالتنسيق مع الشركاء المحليين والمتعاملين الاقتصاديين الناشطين في هذا المجال.

وفي تصريح خص به جريدة “الصريح”، أكد مدير الصناعة لولاية عنابة،  سفيان بلدهان، أن “المصالح كانت مجندة ميدانيًا على مدار الأيام الثلاثة الأولى من العيد، لتسيير عملية جمع الجلود بطريقة منظمة وفعّالة، انطلاقًا من المذابح ووصولًا إلى مراكز التجميع، وذلك في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تثمين جلود الأضاحي والاستفادة منها كمواد أولية في الصناعات التحويلية، خاصة في قطاع الجلود”.

وأوضح  أن العملية عرفت تحسنًا واضحًا مقارنة بالسنة الفارطة، سواء من حيث عدد الجلود التي تم جمعها، أو من حيث تجاوب المواطنين ووعيهم بأهمية هذه الحملة، مؤكدًا أن “جميع النقائص التي تم تسجيلها خلال العملية السابقة تم تداركها ومعالجتها، لاسيما ما تعلق بنقاط التجميع ووسائل النقل، وكذا التواصل مع البلديات والمذابح والمتعاملين الاقتصاديين”.

وشدد مدير الصناعة على أهمية الشراكة مع أحد المتعاملين الاقتصاديين الذين ساهموا في إنجاح الحملة، حيث تم التنسيق معه للعمل بشكل مباشر مع المذابح من أجل ضمان جودة الجلود، وتسريع وتيرة نقلها إلى نقاط التخزين والمعالجة، مضيفًا أن “المرافقة التقنية والتنظيمية التي وفرتها المديرية، إلى جانب الانخراط الفعلي للشركاء، كانت مفتاح نجاح العملية”.

من جهته، كشف مدير مؤسسة الردم التقني لولاية عنابة،  توفيق فوغالي، أن حملة هذه السنة مكنت من جمع ما لا يقل عن 6240 قطعة جلد لأضاحي العيد، وهو رقم يعكس حجم المجهودات المبذولة ميدانيًا، موضحًا أنه “تم تسخير عاملين اثنين من كل بلدية عبر إقليم الولاية للمشاركة في الحملة، وذلك لضمان تغطية شاملة لكل المناطق، سواء الحضرية أو الريفية، وتفادي ترك أي كمية من الجلود عرضة للرمي أو التلف”.

وأضاف فوغالي أن المؤسسة وفّرت الوسائل اللوجستية الضرورية، من شاحنات وأكياس خاصة، وكذا أدوات الحفظ الأولي لتفادي تعفن الجلود، مشيرًا إلى أن العملية تمّت في ظروف تنظيمية جيدة، رغم الصعوبات المناخية وارتفاع درجات الحرارة التي تطبع أيام العيد، وقد ثمّن المسؤولان وعي السكان ومشاركتهم الفعالة في هذه الحملة، من خلال استجابتهم لنداءات المصالح المعنية بضرورة وضع الجلود في أكياس مخصصة بعيدًا عن النفايات المنزلية، وهو السلوك الذي ساعد بشكل كبير في تسهيل عملية الجمع ونقل الجلود دون إتلافها

. ويُعد هذا النشاط البيئي والاقتصادي في الآن ذاته، خطوة مهمة نحو تثمين النفايات العضوية وتحويلها إلى مواد أولية تدخل في صناعات محلية، على غرار صناعة الجلود، الأحذية، والحقائب، ما من شأنه أن يدعم النسيج الصناعي المحلي، ويقلل من فاتورة الاستيراد في هذا المجال.

وتسعى وزارة الصناعة، من خلال هذه الحملات السنوية، إلى تكريس ثقافة التدوير والتثمين لدى المواطنين، وتشجيع الاقتصاد الدائري الذي يقوم على استغلال الموارد بأقصى درجة ممكنة، مع تقليص حجم النفايات وتقليل الأثر البيئي. ويُنتظر أن يتم في قادم الأيام توجيه الكميات المجمعة إلى وحدات المعالجة المتخصصة، سواء على مستوى عنابة أو خارج الولاية، وذلك عبر قنوات نقل رسمية، في انتظار توسيع هذا النوع من المبادرات ليشمل مراحل أكثر تطورًا، كتصدير الجلود أو تصنيع منتجات محلية ذات جودة عالية. وفي انتظار تقييم نهائي للعملية، تبقى حملة هذه السنة نموذجًا يُحتذى به في التنظيم والتنسيق بين مختلف الفاعلين، ورسالة قوية مفادها أن المواطن عندما يُحسن التعامل مع فضلاته يمكن أن يحولها إلى ثروة حقيقية.

 

مقالات ذات صلة

سكان الشاليهات في حي عميرات يطالبون بالترحيل ببلدية التريعات

sarih_auteur

العمل على ضبط القوائم لتوزيع قطع أرضية على أصحاب المؤسسات المصغرة بعنابة

sarih_auteur

بمشاركة أزيد من 80 عارضًا.. عنابة تستعد لاحتضان الطبعة الرابعة من صالون الصيدلة “ألفارما”

sarih_auteur