صونيا خطاط
تشهد مدينة قسنطينة تحضيرات لإطلاق سلسلة من المشاريع الحيوية التي تهدف إلى إعادة الاعتبار لمواقع استراتيجية في قلب المدينة، وفي مقدمتها مشروع إعادة تهيئة سوق العصر، الذي يُعد من أقدم الأسواق الشعبية بقسنطينة، وذلك في إطار رؤية تحديثية تراعي الطابع التاريخي والمعماري الأصيل للمكان.
ويتضمن المشروع إعداد عدة مخططات للتهيئة تتم دراستها لاختيار الأنسب، مع التركيز على الحفاظ على النمط العمراني القديم للسوق، إلى جانب عمليات تنظيف وتأهيل شاملة، ومعاينة الشبكات التقنية الموجودة، فضلًا عن إحصاء شامل للتجار النظاميين لضمان تنظيم أفضل للنشاط التجاري داخله.
وفي سياق متصل، يجري العمل على إعادة إعمار أنفاق وسط المدينة عبر تحويلها إلى فضاءات تجارية صغيرة موجهة للحرفيين وأصحاب الصناعات التقليدية، ما من شأنه إضفاء طابع اقتصادي وثقافي جديد على هذه المواقع المهملة. وتشمل الخطة توسيع مساحات العرض داخل الأنفاق، مع التحضير لتنظيم معارض ابتداءً من الفاتح جوان، بالتعاون مع مديرية السياحة والصناعات التقليدية، بهدف إعادة الحياة لهذه الفضاءات الحضرية الهامة.
من جهة أخرى، يتم العمل على إعادة فتح دور الثقافة ببلديتي الخروب وابن زياد، وذلك من خلال رفع التحفظات التقنية على مستوى المقرات، استعدادًا لافتتاحها كملاحق تابعة لدار الثقافة مالك حداد. ويرتقب أن تُساهم هذه الخطوة في إحياء النشاط الثقافي على مستوى البلديتين، وخلق فضاءات للتعبير الفني وتنمية المواهب المحلية.
وتندرج هذه المشاريع ضمن مسعى شامل لإعادة الاعتبار للفضاءات العمومية وتنشيط مختلف المرافق داخل مدينة قسنطينة، بما يعكس الحرص على تحسين الإطار المعيشي وتعزيز الحركية الاقتصادية والثقافية بالمنطقة.