تستعد دار الثقافة “محمد بوضياف” غدًا، تحت إشراف مديرية الثقافة والفنون، لاستضافة فعاليات احتفالية مميزة بمناسبة تسجيل الزي النسوي الاحتفالي التقليدي لمنطقة الشرق الجزائري الكبير، الذي يضم “القفطان”، “الملحفة”، و”القندورة”، ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو.
ويمثل هذا الإنجاز حدثا بارزا يعكس الاهتمام المتزايد بالحفاظ على التراث الثقافي الجزائري وتثمينه على الصعيد العالمي،وستشهد التظاهرة الممتدة من 5 إلى 12 جانفي، سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة التي تهدف إلى إبراز ثراء هذا التراث وأصالته، تشمل معارض مخصصة تعرض مجموعة من الأزياء التقليدية النسوية بألوانها الزاهية إلى جانب تنظيم ورشات تكوينية.
وستتاح الفرصة للزوار لاستكشاف تفاصيل هذه الأزياء التي تعكس تداخلًا فنيًا وثقافيًا يمتد عبر التاريخ، كما ستتخلل التظاهرة حفلات موسيقية يشارك فيها فنانون محليون يؤدون أغانٍ تقليدية مستوحاة من الموروث الثقافي للمنطقة، ما يضفي أجواءً احتفالية خاصة على الحدث، بالإضافة إلى ذلك، ستقام جلسات إعلامية مفتوحة للجمهور، يتم فيها تسليط الضوء على أهمية إدراج هذا الزي التقليدي في قائمة التراث الثقافي العالمي، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين المتخصصين في مجال التراث والتاريخ.
جدير بالذكر أن هذا الاحتفال يأتي بعد القرار الذي اتخذته اللجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، خلال اجتماعها التاسع عشر الذي انعقد في ديسمبر الماضي بمدينة أسنسيون، عاصمة باراغواي، وقد جاء هذا القرار تتويجا للجهود التي بذلها فريق من الباحثين الجزائريين بإشراف وزارة الثقافة والفنون، في إطار استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى حماية وتثمين التراث الثقافي المادي وغير المادي للجزائر.
ويعتبر إدراج الزي النسوي الاحتفالي ضمن قائمة التراث الإنساني خطوة هامة في سبيل الحفاظ على الهوية الثقافية الجزائرية وضمان استمراريتها للأجيال القادمة، حيث يمثل هذا الزي جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية الوطنية والإرث الإنساني المشترك.
بقلم: ملاك زموري