استقبل رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، اليوم الثلاثاء، أعضاء المكتب الوطني للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء برئاسة خليفة سماتي الأمين العام الوطني للمنظمة، في لقاء يحمل رمزية خاصة، إذ يتزامن مع الذكرى السبعين (30 سبتمبر 1955 – 30 سبتمبر 2025) لإدراج القضية الجزائرية لأول مرة ضمن جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو المنعطف التاريخي الذي كرس البعد الدولي لنضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال.
ووفق بيان للمجلس، أكد عزوز ناصري، رئيس مجلس الأمة وبهذه المناسبة، أن هذا الحدث التاريخي لم يكن ليتحقق لولا الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي قادتها جبهة التحرير الوطني، في توازٍ مع التضحيات الجسام التي قدمها أبناء وبنات الجزائر، رجالاً ونساءً وأطفالاً، في سبيل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة.
كما أكد عزوز ناصري أيضا ان مثل هذه اللقاءات التنسيقية و التشاورية بين الأسرة الثورية و المؤسسات الدستورية يندرج في صميم مسعى عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، من أجل تعزيز اللحمة الوطنية و رص الصفوف من اجل الحفاظ على سيادة الوطن عبر الاستلهام من رسالة الشهداء و الذاكرة الوطنية، .مذكرا في ذات السياق، بالأهمية البالغة التي يوليها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لملف الذاكرة الوطنية، باعتباره حجر الزاوية في تعزيز الوحدة الوطنية وتحصين الأجيال الصاعدة بالوعي التاريخي، مشيراً إلى أن ما تحقق في هذا المجال يعكس التزام الدولة الجزائرية الراسخ بالحفاظ على أمانة الشهداء، وتخليد مآثرهم، وتثمين تضحياتهم بما يرسّخ الاعتزاز بالانتماء الوطني ويعزز مكانة الجزائر بين الأمم.
وفي هذا شأن، أكد عزوز ناصري أن رئيس الجمهورية يعتمد في مقاربته الشاملة للذاكرة على استحضار جميع أبعادها، بما يجسد مبادئ أول نوفمبر 1954 في إقامة دولة وطنية ديمقراطية اجتماعية عادلة، ويترجم إرادته السياسية في إرساء دعائم بناء جزائر جديدة، قوية وراسخة، تدوم للأجيال القادمة.
كما دعا ناصري بالمناسبة الى ضرورة تمتين الصف الوطني ومساندة جهود رئيس الجمهورية للارتقاء بالجزائر وتحصين سيادة واستقلالية قراراتها.
وعبر رئيس مجلس الأمة أيضا عن تقديره العميق لأبناء الشهداء، مثمناً دورهم في صون الذاكرة الوطنية، ومجدداً باسم مجلس الأمة كلمة شكر وامتنان للشهداء الأبطال الذين قدّموا أغلى ما يملكون في سبيل استقلال الجزائر، مؤكداً أن رعاية أبناء الشهداء والعناية بحقوقهم واجب وطني ثابت.
ومن جهته، أشاد خليفة سماتي باسمه و باسم أعضاء وفد المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء بالدور الهام الذي يضطلع به مجلس الأمة في صون الذاكرة الوطنية وتعزيز التواصل مع مختلف مكونات الأسرة الثورية، معبّرين عن اعتزازهم وامتنانهم لرئيس مجلس الأمة على حفاوة الاستقبال وما يوليه من عناية خاصة للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء.
كما أكدوا على الأهمية البالغة لمنظمتهم في حمل رسالة الشهداء والدفاع عن القيم والمبادئ التي قامت عليها ثورة أول نوفمبر المجيدة، معتبرين أن هذا الاهتمام يعكس وفاء الدولة الجزائرية لتضحيات الآباء والأمهات الأبطال الذين صنعوا بدمائهم ملحمة الاستقلال.