استقبل رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، صباح اليوم الأربعاء بمقر المجلس، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجزائر، إليزابيث مور أوبين والتي أدت له زيارة مجاملة، وذلك حسب ما أفاد به بيان للمجلس.
وفي فاتحة هذا اللقاء، استعرض ناصري، واقع وآفاق العلاقات الجزائرية–الأمريكية، في ضوء الإرث التاريخي الذي يعود إلى معاهدة السلام والصداقة المبرمة منذ 230 سنة (1795م)، والتي أرست قاعدة صلبة للتعاون القائم على الاحترام المتبادل، مبرزا الديناميكية الجديدة التي تشهدها الشراكة الثنائية، المبنية على الحوار الاستراتيجي، توسيع مجالات التعاون الاقتصادي، وتعزيز أطر التعاون العسكري والأمني بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وأكد رئيس مجلس الأمة، وفق الييان، في هذا الخصوص على إرادة الجزائر واستعدادها من أجل الدفع بالعلاقات الثنائية التجارية والاقتصادية الى مستويات أعلى، لاسيما في مجالات واعدة على غرار الطاقة، الفلاحة، العلوم والتكنولوجيا. الطرفان رحّبا بقرار السلطات الجزائرية فتح قنصلية عامة بمدينة سان فرانسيسكو، باعتباره خطوة نوعية من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية في بعدها القنصلي، وتسهيل تقديم الخدمات للجالية الجزائرية المقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن دعم الروابط الاقتصادية والثقافية بين البلدين…مستعرضين أبعاد التعاون في قطاعات حيوية، كالدفاع ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، حيث أكّدا على أهمية تعزيز التنسيق العملياتي وتبادل الخبرات لمواجهة التحديات الأمنية المتنامية في إفريقيا.
كما أشادا بجودة وانتظام الحوار السياسي رفيع المستوى القائم بين الجزائر والولايات المتحدة، ولاسيما حول القضايا المطروحة على مجلس الأمن الاممي.
وقد أعرب الطرفان عن ارتياحهما للمستوى المتميز الذي بلغته العلاقات الجزائرية–الأمريكية، مؤكدين إرادتهما الراسخة في مواصلة العمل على الارتقاء بها إلى آفاق أرحب بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز جسور الصداقة والتعاون بين البلدين، معتبرين أن هذا الاستحقاق الدبلوماسي، شكل فرصة مواتية لتأكيد حرص الجانبين على ترسيخ شراكة استراتيجية عميقة، قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء، بما يجعل من العلاقات الجزائرية–الأمريكية رافعة أساسية لترقية السلم والأمن والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي هذا السياق، عبّر رئيس مجلس الأمة عن قلق الجزائر العميق إزاء بعض الممارسات في دول الساحل، وخاصة في مالي، التي قد تفتح الباب أمام حرب نفوذ جديدة تحت ذرائع أمنية غير مبرّرة، محذّرًا من انعكاساتها السلبية على استقرار المنطقة وتقويضها للجهود الرامية إلى إحلال السلم والأمن، مجددا التأكيد على ثوابت السياسة الجزائرية القائمة على السلم، الحوار، واحترام سيادة الدول.
وأبرز ناصري، أنّ الجزائر بحكم تجربتها الرائدة في مكافحة الإرهاب وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، تمثل فاعلًا محوريًا في استقرار القارة الإفريقية، انطلاقا من قناعتها بأن السلم هو أساس التنمية.
كما أضاف رئيس مجلس الأمة فيما يخص القضية الفلسطينية أن اعتماد عدة قرارات من قبل مجلس الأمن، لم يُترجم بعد إلى التزام فعلي من قبل المجتمع الدولي لفرض وقف لإطلاق النار في غزة، وهو ما أتاح للكيان الصهيوني توسيع نطاق عدوانه إلى الضفة الغربية.
و شدّد على ضرورة اغتنام الجهود الجارية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ووضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني، مذكرا بأن التسوية النهائية والعادلة لهذا النزاع تمر، لا محالة، عبر قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، انسجامًا مع الإرادة المتزايدة إلحاحًا التي تعبر عنها المجموعة الدولية.
مذكرا في ذات الشأن بالوضع في الصحراء الغربية داعيا الى ضرورة الاحتكام الى الشرعية الدولية.
على الصعيد البرلماني، ألح الجانبان على ضرورة تفعيل التعاون البرلماني من خلال تبادل الخبرات التشريعية وتكثيف التنسيق المؤسساتي البرلمان الجزائري والكونغرس الأمريكي، بما يسمح بتعميق الحوار حول أفضل الممارسات البرلمانية، وتطوير آليات الرقابة والتشريع، وتبادل التجارب في مجالات حيوية كالحوكمة الرشيدة، تعزيز الديمقراطية التمثيلية، والارتقاء بدور الدبلوماسية البرلمانية في خدمة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ومن جهتها، عبّرت سعادة سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديرها العميق لمكانة الجزائر كدولة قوية ورائدة في المنطقة، مشيرة إلى أنّ واشنطن ترى في الجزائر طرفًا موثوقًا وأساسيًا في حماية الاستقرار الإفريقي والدولي، مؤكدةً حرص بلادها على مواصلة توسيع مجالات التعاون الثنائي بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين من خلال تشجيع الاستثمارات و تنويع مجالاتها، .فيما يخص القضايا الدولية ذات الإهتمام المشترك اكدت سفيرة الولايات المتحدة أن بلادها تدعو الى الحوار ببين اطراف النزاع من اجل الوصول الى حلول توافقية مرحبة بمساعي الجزائر من أجل توحيد الفصائل الفلسطينية.