أكدت مجلة “الجيش” في عددها لشهر أكتوبر, أن ما يحققه الجيش الوطني الشعبي من إنجازات, هو تجسيد لالتزامه وجاهزيته, للوقوف سدا منيعا أمام كل من يحاول العبث بأمن واستقرار الوطن وسكينة شعبه.
وفي افتتاحية جاءت تحت عنوان “جيشنا على أتم الاستعداد لرفع كافة التحديات”, أكدت المجلة أن “ما يحققه الجيش الوطني الشعبي من إنجازات, يجسد التزامه وجاهزيته للوقوف سدا منيعا أمام كل من يحاول العبث بأمن واستقرار وطننا وسكينة شعبنا, عملا بالميثاق الغليظ الذي قطعه على نفسه لصون أمانة أسلافنا الميامين وحفظ وديعتهم التي لا تقدر بثمن”.
وأبرزت الافتتاحية الحس الرفيع الذي يتحلى به الجيش الوطني الشعبي تجاه الواجب الوطني ووعيه الكبير بمختلف الرهانات الواجب كسبها حيث يواصل “بكل عزيمة وإصرار, تحمل مسؤولياته الجليلة في الدفاع عن وطننا المفدى وتعزيز سيادته واستقلاله”, لتقول أنه “برهن بكل جدارة واستحقاق جاهزيته واحترافيته وفعاليته في تأدية مهامه النبيلة, وأبناؤه مستعدون دوما لرفع كافة التحديات ودرء كل التهديدات مهما كان نوعها ومصيرها”.
وعن درء تلك التهديدات, كتبت المجلة أن أبناء الجيش الوطني الشعبي “لا غاية لهم سوى إشاعة الأمن ونشر موجبات الطمأنينة في كافة ربوع وطننا الغالي”.
واستدل الإصدار في هذا الشأن بتأكيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني, السيد عبد المجيد تبون , في كلمته بمناسبة زيارته لمقر وزارة الدفاع الوطني يوم 9 أكتوبر الجاري قائلا: “جيشنا أصبح مهاب الجانب لأنه تأقلم مع الظروف ومع العقيدة الدفاعية، تأقلم مع الحروب الهجينة، مع الحروب السيبرانية, مع الذكاء الاصطناعي، وأصبح اليوم مدرسة عليا للوطنية وللدفاع الشرس عن حريتنا وحرمة ترابنا والوفاء لرسالة أول نوفمبر 1954”.
وأضاف رئيس الجمهورية : “حدودنا آمنة والحمد لله لأن الجيش قوي، والجيش حذر، والجيش يقوم بالدفاع على حرمة التراب الوطني، وإلا لكنا محل أطماع”.
كما أبرزت المجلة, أن انجازات الجيش الوطني الشعبي يعد تأكيدا “لنقاء طينته ونبل منشئه وأصالة جذوره التي تمتد إلى ثورة نوفمبر الخالدة، وهو ما تعكسه النتائج الباهرة المحققة في مجال تأمين حدودنا الوطنية ومحاربة الجريمة المنظمة، ولاسيما في مجال مكافحة الإرهاب”, وهي”الآفة الخبيثة التي أقسم على اجتثاث بقاياها وقطع دابرها وتطهير أرضنا المقدسة من دنسها، مثبتا يقظته وبسالته”.
ومن هذا المنظور, عادت إلى ما اعتبرته “العملية النوعية التي نفذتها وحدات الجيش الوطني الشعبي مؤخرا بإقليم الناحية العسكرية الخامسة, وأسفرت عن القضاء على سبعة إرهابيين واسترجاع سبع مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف وكميات من الذخيرة”.
وأبرزت أن تنقل السيد الفريق أول السعيد شقريحة الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى منطقة العملية، بغرض تفقد الوحدات العسكرية المشاركة في ذات العملية والوقوف على حيثيات هذا النجاح العملياتي الباهر عكس “رسالة بالغة الدلالات الذي تجسد تثمين وعرفان القيادة العليا للجهود المضنية التي يبذلها أبناء الجيش الوطني الشعبي وإحاطتهم بالدعم المعنوي الذي يستحقونه”.
فضلا عن ذلك، تحدثت المجلة عن تصميم “جيشنا الوطني الشعبي أكثر من أي وقت مضى على مواكبة التطورات الحاصلة في مجالي الدفاع والأمن”, حيث “يواصل، دون هوادة مسار العصرنة والتطوير، الذي قطع على دربه أشواطا مديدة, متكيفا ومتطلبات المرحلة الراهنة بما تحمله من تحديات أمنية وتكنولوجية وتنموية”.
ولفتت ان الأمر يتم عبر”استراتيجية دفاعية متينة مرتكزة على مقاربات مدروسة وشاملة لمختلف الميادين تراعي قدراتنا الذاتية وتواكب ما يشهده العالم من تحولات مرافقا للمشروع النهضوي الذي تخوضه بكل عزيمة وإصرار الجزائر الجديدة المنتصرة على مختلف الجبهات”.
وعرجت الإفتتاحية للحديث عن معالم مستقبل واعد, لتكتب “وفي جو يسوده الأمن والاستقرار والسكينة والطمأنينة، تواصل الجزائر بخطى ثابتة وإرادة واثقة، شق مسارها الطموح صوب الوجهة الصحيحة، على أسس متينة وسليمة، قوامها التماسك والانسجام والوحدة، والالتزام بحتمية خدمة الوطن وصيانة أمنه واستقراره وسيادته”.
وقد حققت الجزائر–يضيف الاصدار ذاته –“وثبة حقيقية وقفزات نوعية على مختلف المستويات وفي كافة المجالات والقطاعات السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والدبلوماسية، رغم أنف أعدائها وكيد المتربصين الذين لا يحبون الخير لبلادنا ويحاولون عبثا، بكل الطرق، عرقلة مسيرتها وكبح دورها الريادي إقليميا ودوليا”.
وللتفصيل في هذه الرؤية, عادت المجلة إلى ما أبرزه الفريق أول سعيد شنقريحة بالمناسبة ذاتها حين أكد بالقول: “لقد أثبتت التجارب عبر التاريخ أن الدول التي تعتمد على قوتها الذاتية ومقوماتها الداخلية أقدر من غيرها على مواجهة التهديدات الخارجية فالتحام الشعب مع قيادته ومؤسسات دولته يمثل حجر الزاوية في بناء صرح الأمن الوطني وتحقيق الاستقرار النسقي للدولة”.
وتابع الفريق أول “تشكل الخيارات الإستراتيجية التي حرصتم السيد الرئيس على اتخاذها، والهادفة لتكريس منطق الدولة الرائدة والاقتصاد الناشئ والجيش القوي وتمتين الجبهة الداخلية، منطقا عقلانيا وحكيما يسمح لبلادنا من أن تصنع مستقبلها بضمان أمن وطني مستديم، قائم على تلاحم المؤسسات وتكامل الجهود في ظل رؤية إستراتيجية ترتكز على الكفاءات الجزائرية”.
ونقلت المجلة قول الفريق أول السعيد شنقريحة أن تلك الرؤية قائمة ايضا “على نجاعة بنى الدولة الخادمة للوطن والمواطن”.
وخلصت المجلة إلى الإشارة الى أوضاع دولية وإقليمية تتسم بالاضطراب والتوتر, مبرزة ما يحاك ضد بلادنا من مؤامرات وما يدبر من مكائد, لتؤكد انه و”رغم كل المحاولات البائسة واليائسة لاستهدافها من طرف أعدائها الذين تؤرقهم رؤية الجزائر تسير على الدرب القويم، ومن طرف العملاء الذين باعوا وطنهم وأنفسهم وضمائرهم بأبخس الأثمان، ستبقى الجزائر شامخة”.
ويتأتى شموخ الجزائر–كما توضحه المجلة–” بفضل وعي شعبنا الأبي وتلاحمه مع جيشه الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، تلاحم طالما قدم الدروس تلو الدروس، وكبد الأعداء الهزيمة تلو الهزيمة، وهو الصائن لحاضر الجزائر ومستقبلها حفظا لوديعة شهدائنا الأبرار، وفاء بالعهد وإنجازا للوعد الذي قطعناه لأسلافنا الميامين، الذين بذلوا أعظم التضحيات لتحيا الجزائر حرة وكريمة وسيدة”.