عالجت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة جناية تكوين جمعية أشرار بغرض الإعداد لجناية، وجناية وضع أشياء في الطريق العام من شأنها أن تعيق سير المركبات، إلى جانب جنح العصيان، والتعدي على موظف أثناء تأدية مهامه، والضرب والجرح العمدي بسلاح أبيض، وتحطيم ملك الغير، المتورط فيها المتهم “ح. س”، حيث نطقت هيئة المحكمة ببراءته.
تعود وقائع القضية إلى تاريخ 9 سبتمبر 2017، في حدود الساعة الثامنة ليلاً، عندما وقعت أعمال شغب بحي ديدوش مراد، تم خلالها وضع متاريس وعوائق بالطريق العام، واستمرت إلى غاية منتصف الليل. وقد بدأ الأمر كمبادرة من بعض الشبان لجمع التبرعات من سكان الحي لفائدة العائلات المعوزة لشراء أضحية العيد، قبل أن تتحول العملية إلى اعتداءات على المارة، ما استدعى تدخل عناصر الشرطة.
وخلال التدخل، قامت قوات الأمن بحجز المبالغ المالية التي تم جمعها، الأمر الذي أثار غضب المتجمهرين، فاعتدوا على عناصر الشرطة، ما تسبب في إصابات جسدية في صفوفهم، إلى جانب أضرار مادية مست سيارات المصلحة.
وباستغلال كاميرات المراقبة المتواجدة على مستوى الحي، تم تحديد هوية المتجمهرين، وفتح تحقيق قضائي شمل عدداً من المتهمين، من بينهم “غ. ح”، “ح. س”، “ج. أ”، “غ. ش”، “د. ر”، “ب. ا”، “ب. أ”، “ع. س. د”، “ب. ك”، “ب. ي”، و”م. ل”.
كما تم سماع الطرف المدني “ب. س”، الذي صرح أنه بتاريخ الوقائع، حوالي الساعة التاسعة والنصف مساءً، كان يقود سيارته من نوع “كيا بيكانتو” بيضاء اللون عبر شارع إفريقيا باتجاه حي الصفصاف، وعند وصوله بالقرب من موقف الحافلات بحي ديدوش مراد، وجد مجموعة من الشباب يتراشقون بالحجارة، فأصابت إحدى الحجارة زجاج سيارته الأمامي وتسببّت في تشققه بالكامل دون أن يُصاب بأذى، فغادر المكان خوفاً من تعرضه لأضرار أخرى، وتقدّم لاحقاً بشكوى لدى مصالح الأمن.
أما الطرف المدني “ه. ع. ا”، فأفاد أنه كان ضمن عناصر الشرطة الذين تدخلوا لفك التجمهر وفتح الطريق العام، وأثناء أدائه مهامه تلقى إصابة بحجر قُذف من طرف أحد الشبان، ما أدى إلى سقوطه أرضاً، وتم نقله إلى مستشفى عنابة، حيث منح له الطبيب شهادة عجز عن العمل لمدة 12 يوماً.
وخلال التحقيق، أنكر المتهم “غ. ح” التهمة المنسوبة إليه، موضحاً أنه يعمل عون نظافة تابعاً لمؤسسة النظافة وأن قطاع عمله بحي الصفصاف، وأضاف أنه علم بوقائع الشغب عبر موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، ومن خلال زملائه الذين أكدوا له أن سبب الأحداث يعود إلى حجز الشرطة للمبالغ التي تم جمعها من سكان حي ديدوش مراد لفائدة المعوزين، ما أثار غضبهم.
كما أنكر المتهم “ح. س” مشاركته في التجمهر، مؤكداً أنه كان متواجداً منذ الساعة السابعة مساءً بشاطئ “ريزي عمر” لممارسة نشاطه في تحضير شباك صيد الأسماك، وبقي هناك إلى وقت متأخر من الليل، ثم عاد إلى منزله في حدود منتصف الليل والنصف، ولم يلحظ أي تجمهر أو أحداث شغب في طريقه، لأنه سلك طريقاً جانبياً نحو مقر سكنه، وعلم بما حدث في اليوم الموالي.
بقلم: رضا. ب