شددت مجلة “الجيش” على أن الذاكرة الوطنية وتاريخ الجزائر المجيد برموزه الخالدة ومحطاته المشرقة, خط أحمر لا يقبل أي مساومة أو استهانة أو محاولة للتشويه أو التزوير أو التشكيك, معتبرة أن الذود عن حياضه واجب مقدس ومسؤولية وطنية.
وفي إضاءة تضمنها عددها لشهر ديسمبر, حملت عنوان “تاريخنا أسمى من مغالطاتهم”, أكدت المجلة أن “الحفاظ على أغلى رصيد تركه أسلافنا الميامين وصون أمانتهم المقدسة, يستدعي الارتباط الأزلي بتاريخنا المجيد وبذاكرتنا الأصيلة, التي هي نبض وطننا والشريان الذي يغذي حاضره ويبني مستقبله والنبراس الذي تهتدي به الأجيال المتلاحقة وهي تشق دروب بناء وطن قوي و آمن ومزدهر, مستلهمة من قيم الأسلاف الميامين الثرية بأسمى معاني الوفاء والإخلاص, والغنية بالبطولات والتضحيات الجسيمة”.
ولاحظت المجلة أنه “في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة لذلك, يطل علينا من حين لآخر بعض المتشدقين المغرورين الذين يدعون زورا وبهتانا أنهم ألموا بمفاصل التاريخ ومعالم الجغرافيا, ليقدحوا عن قصد وبسوء نية, في تاريخنا المجيد ويطعنوا في رموزنا الوطنية, وهو ما يراه البعض بجهلهم لما يحاك ضد بلادنا, حرية تعبير وإبداء رأي”. واعتبرت أنه “قد يكون الاختلاف في الرأي مفيد, لكن شريطة أن يكون مؤسسا وتحت سقف المصالح العليا لوطننا المفدى وضمن مبادئنا وقيمنا الراسخة وتاريخنا وذاكرتنا وثوابتنا ومقدساتنا, وفي الإطار الذي يجمعنا ولا يفرقنا”, مشددة على أن “التدليس والتشكيك في الذاكرة والتاريخ والهوية والمرجعيات والرموز, بحجة حرية التعبير عذر أقبح من ذنب, وتعد صارخ على ماضينا المجيد الذي صنع مجده رجال آثروا التضحية بكل غال ونفيس من أجل أن نعيش أحرارا أسيادا على أرضنا الطيبة”.
كما لفتت إلى أن تاريخ الجزائر “ليس مجرد حكايات يحكيها راو في الأسواق ليجمع حفنة من الدنانير, أو أحجيات تقصها الجدات على الحفدة قبل نومهم, أو سلعة تبتاع في الأسواق من تجار لا يهمهم إلا ما يجنون وراءها من مكاسب, مثلما يفعله البعض اليوم, بل هو سيرورة أحداث ناصعة راسخة صنعت مجد وطننا وكبرياءه الخالد, لا يخوض فيه إلا من هو أهل لذلك, ولا يرويه كل من هب ودب حسب الأهواء والنزوات والنوايا السيئة”.
وشددت في هذا الصدد على أن الذاكرة الوطنية والتاريخ المجيد برموزه الخالدة ومحطاته المشرقة “خط أحمر لا يقبل أي مساومة أو استهانة أو محاولة للتشويه أو التزوير أو التشكيك”, باعتباره “صمام أمان الوطن”, ما يجعل من مسألة الذود عن حياضه “قضية وجود وواجب مقدس ومسؤولية وطنية نابعة من باب وفاء الأجيال اللاحقة للأجيال السابقة”. كما أشارت إلى أن تلك المحاولات الفاشلة ما هي سوى “مطية عرجاء يركبها الحاقدون والانتهازيون وأذنابهم, لعلهم يصنعون لأنفسهم الخبيثة مكانا في التاريخ, بعد أن لفظتهم الجزائر العصية عنهم وسفههم الشعب الجزائري الأبي”, لتتابع “هيهات, لن تزيد ترهاتهم ومكائدهم شعبنا إلا اعتزازا بتاريخه العظيم وتقديسا لرموزه الامجاد وارتباطا بذاكرته الوطنية وبالكفاح الذي خاضته أجيال متعاقبة ذودا عن حريته وسيادته, متخذا, كما كان في كل مراحل نضاله, الوحدة والتماسك عقيدة راسخة بما يحصن تلاحمنا وانسجام نسيجنا الاجتماعي”. وخلص الإصدار إلى التأكيد على أن هذا التلاحم “سيبقى دوما الزاد الذي يعيننا على مواجهة كافة التحديات لمواصلة مسيرة الجزائر بكل أمل وتفاؤل وطموح, جزائر متمسكة بأبعادها التاريخية والجغرافية والثقافية الأصيلة التي تعد مصدر وحدتها والبوصلة التي توجه مسيرتها المظفرة على درب التطور والازدهار والانتصار”.
